من أشعار جرير

هو جرير بن عطية، ينتهي نسبة إلى قبيلة"تميم" نشأ في اليمامة ومات فيها ودفن.
كان من أسرة عادية متواضعة.. وقف في الحرب الهجائية وحده أمام ثمانين شاعرًا، فحقق عليهم النصر الكبير،ولم يثبت أمامه سوى الفرزدق والأخطل.
كان عفيفًا في غزله،متعففًا في حياته، معتدلا بعلاقاته وصداقاته..
كما كان أبيًا محافظًا على كرامته، لاينام على ضيم، هجاء من الطراز الأول، يتتبع في هجائه مساوىء خصمه، وإذا لم يجد شيئًا يشفي غلته، اخترع قصصًا شائنة وألصقها بخصمه، ثم عيره بها..
اتصل بالخلفاء الأمويين، ومدحهم ونال جوائزهم،..
سلك في شعره الهجاء والمديح والوصف والغزل..
قيل إن امدح بيت قالته العرب قول جرير:
ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بون راح قاله في عبد الملك بن مروان
وهو من قال اهجى بيت قالته العرب:
فغض الطرف إنك من نمير فلا كعبا بلغت ولا كلابا من قصيدته المسماة الدامغة قالها في "الراعي"

و مما قاله في الغزل :
بان الخليط ولو طوعت مابانا وقطعوا من حبال الوصل ألوانا
حيّ المنازل إذ لانبتغي بدلا بالدار دارا ولا الجيران جيرانا
ياحبذا جبل الريان من جبل وحبذا ساكن الريان من كان
وحبذا نفحات من يمانية تأتيك من قبل الريان أحيانا
إن العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لاحراك به وهن أضعف خلق الله إنسانا
لو تعلمين الذي نلقى أويت لنا أو تسمعين إلى ذي العرش شكوانا
وقال :
قد أرقصت أم البعيث حججا على السوايا ماتحف العوسجا
أولاد رغوان إذا ماعجعجا يركبون في المرمي الهودجا
غرهم لعب النبيط الفنزجا لو كان عن لحم مزاد هجهجا
مقابل بين سريج والخجا معلهجـــــين ولدا معــــلهجا
بباذخ من ركن سلمى أو أجا نحن حمينا السرح أن يهيجا
ثم استبحنا الملك المتوجا كنا لأعداء تميم كالشجا
وقال يرثي زوجته:
لولا الحياء لهاجني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزار
وقال في اخرى يمدح الحجاج مطلعها:
هاج الموى لفؤادك المهتاج فانظر بتوضح باكر الأحداج