واجب المسلم نحو أوامر الله
صفحة 1 من اصل 1
واجب المسلم نحو أوامر الله
إن
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ صلى
الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد معاشر المؤمنين عباد الله : اتقوا الله تعالى ؛ فإن من اتقى الله وقاه ، وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه.
عباد
الله : إن من المتقرر لدى كل مؤمن أن الله العظيم الخالق الجليل – سبحانه -
لم يخلق خلقه عبثا ، ولم يوجِدهم سدى ؛ فهو عز وجل منزَّه عن العبث واللهو
واللعب ، تعالى وتقدس وتنزه عن ذلك ، بل خلقهم لغاية عظيمة وحكمةٍ جليلة ؛
خلقهم تبارك وتعالى بالحق وللحق ، قال الله عز وجل : ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾[النحل:3] ، وذكر جل وعلا عن أولي الألباب أنهم يقولون في تنزيههم لله: ﴿رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾[آل عمران:191] ، وقال جل وعلا : ﴿وَمَا
خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ
ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِِ(27)
أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ﴾[ص:27-28] ، أي أنه تعالى منزه عن ذلك عز وجل ، وقال تبارك وتعالى: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ(16) لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ﴾[الأنبياء:16-17] . ويوم القيامة - عباد الله - يقول الله تبارك وتعالى لأهل النار مقرِّعاً وموبخا : ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ(115)فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ﴾[المؤمنون:115-116] ، ولما ذكر - جل وعلا - خلْقه للإنسان من نطفة إلى مضغة إلى أن أصبح إنساناً سويًّا قال جل وعلا في ذلكم السياق: ﴿أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى﴾[القيامة:36] أي: لا يُبعث ويحاسب ويعاقب!!، أو ﴿أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى﴾
أي: لا يؤمر ولا ينهى !! . وكلا المعنيين مرادٌ في هذه الآية ؛ فالله عز
وجل لا يترك الخلق في الدنيا بدون أمر ولا نهي ، ولا يتركهم يوم القيامة
بدون حساب ولا عذاب.
عباد
الله : إنَّ الله عز وجل خلق الخلق ليعبدوه ، وأوجدهم ليفردوه تبارك
وتعالى بالعبادة والطاعة والذل والخشوع ، خلَق الخلق - عباد الله - ليأمرهم
وينهاهم ؛ ليأمرهم بطاعته وعبادته ، وينهاهم عن المعاصي والآثام.
عباد
الله : وإذا تأمل المسلم هذه الحقيقة العظيمة الجلية يأتي في هذا المقام
سؤال من الأهمية بمكان ، ألا وهو - يا عباد الله - : ما واجبنا نحو ما
أمرنا الله به ؟ نحن خلْق لله ، خلَقنا الله عز وجل ليأمرنا وينهانا ،
خلقنا عز وجل لنطيعه ونمتثل أمره ، فما هو واجبنا - عباد الله - نحو ما
أمرنا الله جل وعلا به ؟
ذكر
أهل العلم - رحمهم الله - أنَّ الواجب على كلِّ مسلم نحو ما أمره الله به
أمورٌ سبعة عظيمة فاعقلوها وعوها رحمكم الله ، أمورٌ سبعة تجب علينا نحو كل
ما أمرنا الله به من توحيدٍ وصلاة ، وصيامٍ وحج ، وصدقةٍ وبر ، وغير ذلك
من الطاعات والأوامر والنواهي الواردة في كتاب الله وسنَّة نبيِّه صلى الله
عليه وسلم .
أمَّا
الواجب الأول - عباد الله - : فهو تعلم المأمور والعلم به ومعرفته ، ولهذا
جاءت الدلائل الكثيرة في الكتاب والسنة حثاً على التعلم وترغيبًا فيه
وبيانًا لفضله وعظيم عوائده وآثاره ، وفي الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة
والسلام: ((مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ
لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ )) .
الثاني
- عباد الله - : أن نحب ما أمرنا الله به ، أن نعمر قلوبنا بمحبة ما أمرنا
الله جل وعلا به ، لأنه عز وجل لا يأمرنا إلا بما فيه الخير والفلاح ، ولا
ينهانا إلا عما فيه الشر والبلاء ، فنحب المأمور ونعمر قلوبنا بمحبته ،
وفي الدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام: ((اللَّهُمَّ إِنِّي
أَسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ أَحَبَّكَ، وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي
إِلَى حُبِّكَ)) . وليحذر المؤمن أن يكون في قلبه شيء من الكراهية والبغض
لأوامر الله أو أوامر رسوله عليه الصلاة والسلام ، قال الله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾[محمد:9] .
الأمر
الثالث - عباد الله - : أن نعزم عزماً أكيداً على فعل ما أمرنا الله تبارك
وتعالى به ، والعزيمةُ - عباد الله- حركةٌ في القلب ، وتوجُّهٌ إلى الخير،
ورغبة وحرص على فعله ، وفي الدعاء المأثور: ((اللَّهُمَّ إِنِّي
أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ)) .
فإذا علمتَ أمرًا رشدًا ، أمرًا خيرًا ، أمرًا فيه صلاحُك في دينك ودنياك ،
فاعزم على فعله ، وحرِّك قلبك للقيام به ؛ فهذا هو الأمر الثالث - عباد
الله- .
الأمر
الرابع : أنَّ نفعل ما أمرنا الله به وأن نقوم به راغبين طائعين ممتثلين
لله جل وعلا منقادين لأمره فنحن عبيده ؛ وواجب العبد الطاعة لسيده ومولاه ،
وفي الدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام ، بل كان يدعو به كل يوم
بعد صلاة الصبح: (( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا ،
وَرِزْقًا طَيِّبًا ، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا )) .
الأمر
الخامس - عباد الله - : أن يقع العمل على الإخلاص والصواب ؛ أن يقع العمل
خالصاً لله ، صواباً على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالله جل وعلا
لا يقبل العمل إلا إذا كانت هذه صفته ، قال الفضيل بن عياض رحمه الله في
قوله تعالى: ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾[الملك:2]
: " أخلصه وأصوبه " ، قيل: يا أبا علي وما أخلصه وأصوبه؟ قال: " إن العمل
إذا كان خالصا ولم يكن صواباً لم يُقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم
يُقبل حتى يكون خالصاً صوابا، والخالص ما كان لله ، والصواب ما كان على
السنة " .
السادس
- عباد الله - : أن نحذر من مبطلات الأعمال ومفسداتها ومحبطاتها، وهي
كثيرة جاء بيانها في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، كالرياء
والنفاق وإرادة الدنيا بالعمل والسمعة ونحو ذلك من مبطلات الأعمال
ومحبطاتها ؛ فهذا واجب على كل مسلم نحو كل ما أمره الله إذا علمه وأحبَّه
وعمل به ووقع منه خالصاً صوابا أن يحذَر من كلِّ أمر يُحبطه ويُبطله.
الأمر
السابع - عباد الله - : الثباتَ الثبات ؛ أن يحرص المؤمن على الثبات على
الأمر ، أن يثبُت على ذلك ويجاهد نفسه على الثبات ، ويسأل الله جل وعلا أن
يثبته على دينه ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾[آل عمران:8] .
فهذه
- عباد الله - سبعة أمور عظيمة تجب علينا نحو كل ما أمرنا الله به : العلم
به ، ومحبته، والعزيمة على فعله، والعمل ، وأن يكون العمل خالصاً صوابا ،
والحذر من مبطلات الأعمال ، والثباتُ عليه إلى الممات. ثبَّتَنا الله
أجمعين بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، وهدانا إليه جميعاً
صراطاً مستقيما.
اللهم
صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك
حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل
إبراهيم إنك حميد مجيد ، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين
أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين ، وعن التابعين
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنّك وكرمك وإحسانك يا أكرم
الأكرمين.
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ صلى
الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد معاشر المؤمنين عباد الله : اتقوا الله تعالى ؛ فإن من اتقى الله وقاه ، وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه.
عباد
الله : إن من المتقرر لدى كل مؤمن أن الله العظيم الخالق الجليل – سبحانه -
لم يخلق خلقه عبثا ، ولم يوجِدهم سدى ؛ فهو عز وجل منزَّه عن العبث واللهو
واللعب ، تعالى وتقدس وتنزه عن ذلك ، بل خلقهم لغاية عظيمة وحكمةٍ جليلة ؛
خلقهم تبارك وتعالى بالحق وللحق ، قال الله عز وجل : ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾[النحل:3] ، وذكر جل وعلا عن أولي الألباب أنهم يقولون في تنزيههم لله: ﴿رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾[آل عمران:191] ، وقال جل وعلا : ﴿وَمَا
خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ
ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِِ(27)
أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ﴾[ص:27-28] ، أي أنه تعالى منزه عن ذلك عز وجل ، وقال تبارك وتعالى: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ(16) لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ﴾[الأنبياء:16-17] . ويوم القيامة - عباد الله - يقول الله تبارك وتعالى لأهل النار مقرِّعاً وموبخا : ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ(115)فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ﴾[المؤمنون:115-116] ، ولما ذكر - جل وعلا - خلْقه للإنسان من نطفة إلى مضغة إلى أن أصبح إنساناً سويًّا قال جل وعلا في ذلكم السياق: ﴿أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى﴾[القيامة:36] أي: لا يُبعث ويحاسب ويعاقب!!، أو ﴿أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى﴾
أي: لا يؤمر ولا ينهى !! . وكلا المعنيين مرادٌ في هذه الآية ؛ فالله عز
وجل لا يترك الخلق في الدنيا بدون أمر ولا نهي ، ولا يتركهم يوم القيامة
بدون حساب ولا عذاب.
عباد
الله : إنَّ الله عز وجل خلق الخلق ليعبدوه ، وأوجدهم ليفردوه تبارك
وتعالى بالعبادة والطاعة والذل والخشوع ، خلَق الخلق - عباد الله - ليأمرهم
وينهاهم ؛ ليأمرهم بطاعته وعبادته ، وينهاهم عن المعاصي والآثام.
عباد
الله : وإذا تأمل المسلم هذه الحقيقة العظيمة الجلية يأتي في هذا المقام
سؤال من الأهمية بمكان ، ألا وهو - يا عباد الله - : ما واجبنا نحو ما
أمرنا الله به ؟ نحن خلْق لله ، خلَقنا الله عز وجل ليأمرنا وينهانا ،
خلقنا عز وجل لنطيعه ونمتثل أمره ، فما هو واجبنا - عباد الله - نحو ما
أمرنا الله جل وعلا به ؟
ذكر
أهل العلم - رحمهم الله - أنَّ الواجب على كلِّ مسلم نحو ما أمره الله به
أمورٌ سبعة عظيمة فاعقلوها وعوها رحمكم الله ، أمورٌ سبعة تجب علينا نحو كل
ما أمرنا الله به من توحيدٍ وصلاة ، وصيامٍ وحج ، وصدقةٍ وبر ، وغير ذلك
من الطاعات والأوامر والنواهي الواردة في كتاب الله وسنَّة نبيِّه صلى الله
عليه وسلم .
أمَّا
الواجب الأول - عباد الله - : فهو تعلم المأمور والعلم به ومعرفته ، ولهذا
جاءت الدلائل الكثيرة في الكتاب والسنة حثاً على التعلم وترغيبًا فيه
وبيانًا لفضله وعظيم عوائده وآثاره ، وفي الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة
والسلام: ((مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ
لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ )) .
الثاني
- عباد الله - : أن نحب ما أمرنا الله به ، أن نعمر قلوبنا بمحبة ما أمرنا
الله جل وعلا به ، لأنه عز وجل لا يأمرنا إلا بما فيه الخير والفلاح ، ولا
ينهانا إلا عما فيه الشر والبلاء ، فنحب المأمور ونعمر قلوبنا بمحبته ،
وفي الدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام: ((اللَّهُمَّ إِنِّي
أَسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ أَحَبَّكَ، وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي
إِلَى حُبِّكَ)) . وليحذر المؤمن أن يكون في قلبه شيء من الكراهية والبغض
لأوامر الله أو أوامر رسوله عليه الصلاة والسلام ، قال الله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾[محمد:9] .
الأمر
الثالث - عباد الله - : أن نعزم عزماً أكيداً على فعل ما أمرنا الله تبارك
وتعالى به ، والعزيمةُ - عباد الله- حركةٌ في القلب ، وتوجُّهٌ إلى الخير،
ورغبة وحرص على فعله ، وفي الدعاء المأثور: ((اللَّهُمَّ إِنِّي
أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ)) .
فإذا علمتَ أمرًا رشدًا ، أمرًا خيرًا ، أمرًا فيه صلاحُك في دينك ودنياك ،
فاعزم على فعله ، وحرِّك قلبك للقيام به ؛ فهذا هو الأمر الثالث - عباد
الله- .
الأمر
الرابع : أنَّ نفعل ما أمرنا الله به وأن نقوم به راغبين طائعين ممتثلين
لله جل وعلا منقادين لأمره فنحن عبيده ؛ وواجب العبد الطاعة لسيده ومولاه ،
وفي الدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام ، بل كان يدعو به كل يوم
بعد صلاة الصبح: (( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا ،
وَرِزْقًا طَيِّبًا ، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا )) .
الأمر
الخامس - عباد الله - : أن يقع العمل على الإخلاص والصواب ؛ أن يقع العمل
خالصاً لله ، صواباً على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالله جل وعلا
لا يقبل العمل إلا إذا كانت هذه صفته ، قال الفضيل بن عياض رحمه الله في
قوله تعالى: ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾[الملك:2]
: " أخلصه وأصوبه " ، قيل: يا أبا علي وما أخلصه وأصوبه؟ قال: " إن العمل
إذا كان خالصا ولم يكن صواباً لم يُقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم
يُقبل حتى يكون خالصاً صوابا، والخالص ما كان لله ، والصواب ما كان على
السنة " .
السادس
- عباد الله - : أن نحذر من مبطلات الأعمال ومفسداتها ومحبطاتها، وهي
كثيرة جاء بيانها في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، كالرياء
والنفاق وإرادة الدنيا بالعمل والسمعة ونحو ذلك من مبطلات الأعمال
ومحبطاتها ؛ فهذا واجب على كل مسلم نحو كل ما أمره الله إذا علمه وأحبَّه
وعمل به ووقع منه خالصاً صوابا أن يحذَر من كلِّ أمر يُحبطه ويُبطله.
الأمر
السابع - عباد الله - : الثباتَ الثبات ؛ أن يحرص المؤمن على الثبات على
الأمر ، أن يثبُت على ذلك ويجاهد نفسه على الثبات ، ويسأل الله جل وعلا أن
يثبته على دينه ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾[آل عمران:8] .
فهذه
- عباد الله - سبعة أمور عظيمة تجب علينا نحو كل ما أمرنا الله به : العلم
به ، ومحبته، والعزيمة على فعله، والعمل ، وأن يكون العمل خالصاً صوابا ،
والحذر من مبطلات الأعمال ، والثباتُ عليه إلى الممات. ثبَّتَنا الله
أجمعين بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، وهدانا إليه جميعاً
صراطاً مستقيما.
اللهم
صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك
حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل
إبراهيم إنك حميد مجيد ، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين
أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين ، وعن التابعين
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنّك وكرمك وإحسانك يا أكرم
الأكرمين.
مواضيع مماثلة
» التوازن النفسي والسلوكي في شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم
» لماذا حرم الله تعالى والنبي الكريم الخلوة بالنساء ؟ إعجـــاز رائع (سبحــــــان الله)
» القصيدة التي أبكت رسول الله صلى الله عليه و سلم
» بيت المسلم
» مواصفات بيت المسلم
» لماذا حرم الله تعالى والنبي الكريم الخلوة بالنساء ؟ إعجـــاز رائع (سبحــــــان الله)
» القصيدة التي أبكت رسول الله صلى الله عليه و سلم
» بيت المسلم
» مواصفات بيت المسلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى