عاشوراء والحقيقة المخفية .
صفحة 1 من اصل 1
عاشوراء والحقيقة المخفية .
عاشوراء والحقيقة المخفية .
عاشوراء في الشريعة الإسلامية
عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم .
قال الإمام النووي ـ رحمه الله تعالى ـ شرح النووي على مسلم (8 / 12) وَذَهَبَ
جَمَاهِيرُ الْعُلَمَاءِ مِنَ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ إِلَى أَنَّ
عَاشُورَاءَ هُوَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ مِنَ الْمُحَرَّمِ وَمِمَّنْ قَالَ
ذَلِكَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ , وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ , وَمَالِكٌ ,
وَأَحْمَدُ , وَإِسْحَاقُ , وَخَلَائِقُ وَهَذَا ظَاهِرُ الْأَحَادِيثِ
وَمُقْتَضَى اللَّفْظِ) .
ولقد جاءت السنة النبوية ببيان فضله , وذكر منزلته , وتوضيح مزيته .
فقد
كان الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يتحرى صيامه كما في البخاري
(2006) , ومسلم (1132 ) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ .
وأمر النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بداية الأمر بصيامه فيما ثبت عند البخاري (3942) عَنْ
أَبِي مُوسَى ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ , ثم نسخ الأمر «مَنْ شَاءَ
صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ»كما تقول عائشة ـ رضي الله عنها ـ في المتفق
عليه عند البخاري (1592) , مسلم (1125).
ومن
علو منزلته عند الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ أنهم كانوا يصوّمون فيه صبيانهم
تعويداً لهم على الفضل انظر صحيح البخاري (1960) , ومسلم (1136) .
وكون عاشوراء من أيام شهر الله المحرم , يعطيه فضلاً زيادة على فضائله .
صيام عاشوراء يكفر سنة .
ففي صحيح مسلم (1162) عَنْ أَبِي قَتَادَةَ ـ رضي الله عنه ـ أن رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ قال : « وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ».
سبب صوم النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لعاشوراء .
ففي
البخاري (2004 ) , ومسلم : (1130) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ـ ، أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ،
لَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ، وَجَدَهُمْ يَصُومُونَ يَوْمًا، يَعْنِي
عَاشُورَاءَ، فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، وَهُوَ يَوْمٌ نَجَّى
اللَّهُ فِيهِ مُوسَى، وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ، فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا
لِلَّهِ، فَقَالَ : «أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ» فَصَامَهُ وَأَمَرَ
بِصِيَامِهِ .
عاشوراء , ومقتل الشهيد الحسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ
في
اليوم العاشر من محرم سنة إحدى وستين هجرية وقعت محنة عظيمة , وفاقرة من
فواقر الدهر , وهي مقتل سبط رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ الحسين
بن علي ـ رضي الله عنهما ـ على يدي ثلة آثمة , وبخنجر الإجرام والغدر .
ولقد
استغلت الشيعة الرافضة هذه الحادثة استغلالاً مذهبياً طائفياً بعيداً عن
العدل والإنصاف, واصطادوا في الماء العكر, وتلاعبوا بعقول العامة , وعواطف
المسلمين , مستغلين حبهم لآل البيت ـ رضوان الله عليهم ـ فأحدثوا بهذه
المناسبة البدع , واخترعوا في شريعة الله ما لم ينزل به سلطاناً مبيناً
ولنا مع مقتل الحسين , وموقف الشيعة منه في هذا اليوم وقفات .
1-إخبار جبريل النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بمقتل الحسين .
أخرج الإمام أحمد (1 / 85) عن عبد الله بن نجي عن أبيه أنه سار مع علي وكان
صاحب مطهرته، فلما حاذى (نينوى) وهو منطلق إلى صفين، فنادى علي: اصبر أبا
عبد الله: اصبر أبا عبد الله بشط الفرات، قلت: وماذا؟ قال: " دخلت على
النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذات يوم وعيناه تفيضان، قلت: يا نبي الله أغضبك
أحد؟
ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: " بل قام من عندي جبريل قبل، فحدثني أن الحسين
يقتل بشط الفرات ". قال: فقال: هل لك إلى أن أشمك من تربته؟. قال: قلت:
نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا ".انظر
السلسلة الصحيحة رقم :(1171) .
مقتل الحسين ـ رضي الله عنه ـ .
بلغ
أهل العراق أن الحسين لم يبايع يزيد بن معاوية وذلك سنة 60هـ , فأرسلوا
إليه الرسل والكتب يدعونه فيها إلى البيعة، وذلك أنهم لا يريدون يزيداً ,
ولا أباه , ولا عثمان , ولا عمر , ولا أبا بكر ، وأنهم لا يريدون إلا علياً
وأولاده ، وبلغت الكتب التي وصلت إلى الحسين أكثر من خمسمائة كتاب.
عند
ذلك أرسل الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل ليتقصى الأمور, ويتعرف على حقيقة
البيعة ، فلما وصل مسلم إلى الكوفة تيقن أن الناس يريدون الحسين ، فبايعه
الناس على بيعة الحسين وذلك في دار هانئ بن عروة ، ولما بلغ الأمر يزيد بن
معاوية في الشام أرسل إلى عبيد الله بن زياد والي البصرة ليعالج هذه القضية
، ويمنع أهل الكوفة من الخروج عليه مع الحسين ولم يأمره بقتل الحسين ،
فدخل عبيد الله بن زياد إلى الكوفة ، وأخذ يتحرى الأمر ويسأل حتى علم أن
دار هانئ بن عروة هي مقر مسلم بن عقيل وفيها تتم المبايعة .
فخرج
مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وحاصر قصره بأربعة آلاف من مؤيديه ،
وذلك في الظهيرة . فقام فيهم عبيد الله بن زياد وخوفهم بجيش الشام , ورغبهم
, ورهبهم فصاروا ينصرفون عنه حتى لم يبق معه إلا ثلاثون رجلاً فقط . وما
غابت الشمس إلا ومسلم بن عقيل وحده ليس معه أحد. فقبض عليه وأمر عبيد الله
بن زياد بقتله فطلب منه مسلم أن يرسل رسالة إلى الحسين فأذن له عبيد الله
،وهذا نص رسالته : (ارجع بأهلك ولا يغرنّك أهل الكوفة فإن أهل الكوفة قد
كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي) .
ثم
أمر عبيد الله بقتل مسلم بن عقيل وذلك في يوم عرفة ، وكان مسلم بن عقيل
قبل ذلك قد أرسل إلى الحسين أن اقدم ، فخرج الحسين من مكة يوم التروية
وحاول منعه كثير من الصحابة , ونصحوه بعدم الخروج مثل ابن عباس , وابن عمر,
وابن الزبير , وابن عمرو , و محمد بن الحنفية وغيرهم. وهذا ابن عمر يقول
للحسين : ( إني محدثك حديثاً : إن جبريل أتى النبي فخيره بين الدنيا
والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا ، وإنك بضعة منه ، والله لا يليها
أحد منكم أبداً وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم ، فأبى أن يرجع ،
فاعتنقه وبكى وقال : استودعك الله من قتيل) ، وروى سفيان بسند صحيح عن ابن
عباس أنه قال للحسين في ذلك : ( لولا أن يزري - يعيبني ويعيرني- بي وبك
الناس لشبثت يدي من رأسك، فلم أتركك تذهب ) .وقال عبد الله بن الزبير له : (
أين تذهب؟ إلى قوم قتلوا أباك , وطعنوا أخاك؟) .
وقال عبد الله بن عمرو بن العاص : (عجّل الحسين قدره، والله لو أدركته ما تركته يخرج إلا أن يغلبني) .
وجاء
الحسين خبر مسلم بن عقيل عن طريق الذي أرسله مسلم ، فانطلق الحسين يسير
نحو طريق الشام نحو يزيد، فلقيته الخيول بكربلاء بقيادة عمرو بن سعد , وشمر
بن ذي الجوشن وحصين بن تميم فنزل يناشدهم الله والإسلام أن يختاروا إحدى
ثلاث : أن يسيِّروه إلى أمير المؤمنين (يزيد) فيضع يده في يده (لأنه يعلم
أنه لا يحب قتله) , أو أن ينصرف من حيث جاء (إلى المدينة) أو يلحق بثغر من
ثغور المسلمين حتى يتوفاه الله. (رواه ابن جرير من طريق حسن) . فقالوا: لا،
إلا على حكم عبيد الله بن زياد. فلما سمع الحر بن يزيد ذلك (وهو أحد قادة
ابن زياد) قال : ألا تقبلوا من هؤلاء ما يعرضون عليكم ؟والله لو سألكم هذا
الترك , والديلم ما حلَّ لكم أن تردوه. فأبوا إلا على حكم ابن زياد. فصرف
الحر وجه فرسه، وانطلق إلى الحسين وأصحابه، فظنوا أنه إنما جاء ليقاتلهم،
فلما دنا منهم قلب ترسه وسلّم عليهم، ثم كرّ على أصحاب ابن زياد فقاتلهم،
فقتل منهم رجلين ثم قتل رحمة الله عليه .
ولا
شك أن المعركة كانت غير متكافئة من حيث العدد، فقتل أصحاب الحسين ـ رضي
الله عنه وعنهم ـ كلهم بين يديه يدافعون عنه حتى بقي وحده وكان كالأسد،
ولكنها الكثرة ،وكان كل واحد من جيش الكوفة يتمنىَّ لو غيره كفاه قتل
الحسين حتى لا يبتلي بدمه ـ رضي الله عنه ـ ، حتى قام رجل خبيث يقال له شمر
بن ذي الجوشن فرمى الحسين برمحه فأسقطه أرضاً , فاجتمعوا عليه وقتلوه
شهيداً سعيداً . ويقال أن شمر بن ذي الجوشن هو الذي اجتز رأس الحسين وقيل
سنان بن أنس النخعي والله أعلم.
وأما
قصة منع الماء وأنه مات عطشاناً وغير ذلك من الزيادات التي إنما تذكر
لدغدغة المشاعر فلا يثبت منها شيء. وما ثبت يغني . ولا شك أنها قصة محزنة
مؤلمة، وخاب وخسر من شارك في قتل الحسين ومن معه , وباء بغضب من ربه .
وللشهيد السعيد , والإمام السبط ومن معه الرحمة والرضوان من الله تعالى ,
ومنا الدعاء و الترضي .
2-من قتل الحسين ؟ .
كثيراً
ما يتهم الرافضة أهل السنة بقتل الحسين , بل ويستحلون دمائهم بحجة أنهم
قتلة الحسين ـ رضي الله عنه ـ , وتعرية للباطل , وكشفاً للزيف نسوق من كتب
الشيعة ما يدلل بجلاء , ويكشف بوضوح أن الشيعة هم من قتل الحسين , وهم من
غدر به , وأسلموه لعدوه (وشهد شاهد من أهلها ) .
لقد
نصح محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنيف أخاه الحسين ـ رضي الله
عنهم ـ قائلاً له: (يا أخي إن أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك. وقد
خفت أن يكون حالك كحال من مضى ). من (المجالس الفاخرة لعبد الحسين ص 75) .
وقال
الشاعر المعروف الفرزدق للحسين ـ رضي الله عنه ـ عندما سأله عن شيعته
الذين هو بصدد القدوم إليهم: "قلوبهم معك وأسيافهم عليك , والأمر ينزل من
السماء والله يفعل ما يشاء. فقال الحسين: صدقت لله الأمر، وكل يوم هو في
شأن...) (لواعج الأشجان للأمين ص 60، معالم المدرستين 3/62.)
وذكرت
كتب الشيعة عن الحسين نفسه قوله : " بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد :
فانه قد أتانا خبر فظيع ، قتل مسلم بن عقيل , وهانىء بن عروة , وعبد الله
بن يقطر ، وقد خذلنا شيعتنا ..." ( بحار الأنوار 44/374 لعلامتهم المجلسي )
.
و
قال علامتهم محسن الأمين " بايع الحسين عشرون ألفاً من أهل العراق ، غدروا
به , وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه " ( أعيان الشيعة 34:1 ).
ثم
ناداهم الحر بن يزيد ، أحد أصحاب الحسين وهو واقف في كربلاء فقال لهم : "
أدعوتم هذا العبد الصالح ، حتى إذا جاءكم أسلمتموه ، ثم عدوتم عليه لتقتلوه
فصار كالأسير في أيديكم ؟ لا سقاكم الله يوم الظمأ "( الإرشاد للمفيد 234 ،
إعلام الورى بأعلام الهدى 242).
وهنا
دعا الحسين على شيعته حين غدرت به قائلاً : " اللهم إن متعتهم إلى حين
ففرقهم فرقاً ـ أي شيعاً وأحزاباً ـ واجعلهم طرائق قددا ، و لا ترض الولاة
عنهم أبدا ، فإنهم دعونا لينصرونا ، ثم عدوا علينا فقتلونا " ( الإرشاد
للمفيد 241 ، إعلام الورى للطبرسي 949، كشف الغمة 18:2و38 ) .
ويذكر
المؤرخ الشيعي اليعقوبي في تاريخه أنه لما دخل علي بن الحسين الكوفة رأى
نساءها يبكين ويصرخن فقال : " هؤلاء يبكين علينا فمن قتلنا ؟ " أي من قتلنا
غيرهم ( تاريخ اليعقوبي 235:1 ) .
فهذه
كتب الشيعة بأرقام صفحاتها تبين بجلاء أن الذين زعموا التشيع للحسين
ونصرته هم أنفسهم الذين قتلوه ثم ذرفوا عليه الدموع ، وتظاهروا بالبكاء ،
ولايزالون يمشون في جنازة من قتلوه إلى يومنا هذا , بل ويرمون بالتهمة على
أهل السنة من عصر الصحابة إلى زمننا هذا .
طقوس الشيعة الرافضة في يوم عاشوراء .
لقد
أحدث الشيعة في يوم عاشوراء كثيراً من البدع , والطقوس التي تخالف شرع
الله تعالى , وهدي آل البيت زعماً منهم المحبة للحسين وآل البيت , ولاشك أن
المحبة مشروطة بالاتباع (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) .
وإن ما أدخله الشيعة من بدع في يوم عاشوراء ليس داخلاً في باب المحبة لا من قريب ولا من بعيد .
وتعود
أقدم المؤشرات التاريخية على نشوء الشعائر الحسينية إلى ما كان يقوم به
الشيعة من الذهاب إلى كربلاء , والتجمع حول قبر الحسين ـ رضي الله عنه ـ ؛
وخاصة يوم العاشر من محرم من كل عام لإظهار الندم , وطلب المغفرة لتقاعسهم
عن نصرة الإمام الحسين في واقعة كربلاء ضد ابن زياد .
وبحسب
المصادر التاريخية، فإن المختار بن يوسف الثقفي الذي قاد حركة التوابين،
ورفع شعار "يا لثارات الحسين" كان أول من أقام احتفالاً تأبينيًّا في داره
في الكوفة بمناسبة يوم عاشوراء، وأنه أرسل بعض النادبات إلى شوارع الكوفة للندب والبكاء على الحسين
وتوسعت بعد ذلك بدعة الاحتفال بعاشوراء , و دخلت طوراً آخر , ووقع فيها كثير من المخالفات زيادة على ماسبق , ومن هذه المخالفات :
1-الاستغاثة بالحسين ـ رضي الله عنه ـ , ودعاءه من دون الله تعالى .
وهذا
ناتج من الغلو الذي نهانا الله عنه , حيث تعتقد الشيعة الرافضة في الحسين
وبقية أئمة آل البيت الإحدى عشر التالي : (ويعتقدون بعصمتهم من المعاصي
والاشتباه والخطأ ، وأنّ الله ـ عز وجل ـ أعطاهم علوم الأنبياء، وأنّ الله ـ
عز وجل ـ خصهم , بالكرامات العظيمة ، وبالمعجزات ، فكل ما صدر من الأنبياء
من المعجزات قد يصدر عنهم ، وأنهم قد يطلعون على بعض المغيبات بإذن الله
تعالى ، وقد يُخاطبون من الملائكة ، وقد ثبت بالأسانيد المعتبرة في كتب
الشيعة مخاطبة الملائكة للصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين
وأنهم أخبروها بما سيجري عليها وعلى ذريتها وعلى الناس إلى يوم القيامة ,
وأنّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قد دون ذلك ، وأنّ ما دونه مما سمعته
الصديقة الزهراء من إخبار الملائكة لها
هو عبارة عن مصحف فاطمة الزهراء ، وأنّ هذا الكتاب كان موجوداً عند الأئمة
الطاهرين ، وأنه الآن موجود عند الإمام المهدي المنتظر أرواحنا لتراب
مقدمه الفداء, و أنّ الأئمة عليهم السلام يحيون الموتى , ويبرئون الأبرص
والأكمه بإذنْ الله,
وأن الأئمة عليهم السلام يعلمون بما في ضمائر العباد,و إنّ العقل لا يمنع
من نزول الوحي إليهم ، وإنْ كانوا أئمة غير أنبياء ) نقلاً عن شبكة الشيعة
العالمية , مما تنقله من كتب علمائهم .
وإذا
علمت شناعة هذا المعتقد في الحسين والبقية فلاتستغرب , لهجهم بذكر الحسين
أكثر من ذكرهم لله تعالى , ودعاءه من دونه تعالى , والزحف سجوداً إلى قبره
المزعوم يوم عاشوراء .
2-استغلال الحدث للطعن في الصحابة , وتكفير عموم الأمة .
إن
مأتم الشيعة على الحسين هو قائم على سب العرب والمسلمين , وتكفير ولعن
الصحابة بدعوى سكوتهم على مقتل الحسين , وقد أنشأت جراء هذا الخطاب أجيال
شيعية متشنجة , ومعادية للصحابة , والخلفاء الراشدين , وأمهات المؤمنينولكل
ما هو سني، وهذا العداء منشؤه النصوص , والمناهج الثقافية التي وضعها
الصفويون مستغلين حادثة كربلاء كأحد أهم الحوادث السوداء في تاريخ الأمة؛
لإذكاء روح الفتنة , وزرع الأحقاد بين المسلمين.
لقد
أُفهم الشيعي أن أهل السنة معادون لآل البيت، وأن للحسين ثأرًا عند السنة،
والشيعة هم أصحاب الثأر؛ ولهذا فإننا كثيرًا ما نسمع ونشاهد رفع الشيعة
شعار "يا لثارات الحسين"، وهي كلمة تردد باستمرار على ألسنة خطباء المجالس الحسينية، وتكتب على اليافطات السوداء، ويُحملوها
الصبية والشبان الشيعة المغفلون وهم يسيرون بها في المواكب , ومسيرات
اللطم , ومهرجانات شق الرءوس (التطبير) خصوصًا في مثل هذه الأيام دون أن
يعرفوا أبعاد هذه الشعارات وما هي مقاصد واضعيها .
لقد
استباح ابن العلقمي بغداد بحجة الثأر للحسين، وذبح البساسيري النساء
والشيوخ في العراق بحجة الثأر للحسين، والآن تُهدَّم المساجد في العراق ,
واليمن , وإيران , وسوريا ويُقتل الأئمة , وتُبقر بطون الحوامل , وتحرَّق
الجثث , ويُختطف الناس من بيوتهم , وتُغتصب العذارى بحجة الثأر للحسين.
متى تُكفّ المجازرة الظالمة الآثمة التي أقامها الصفويون ضد كل مسلم، ومؤمن تحت مظلة الثأر للحسين؟.
إن
المنطق الذي يقول: إن مليار مسلم كلهم رضي بقتل الحسين , وكلهم ناصبوا
العداء لأهل البيت منطق يخالف النقل , والعقل , والتاريخ، ومعناه إلغاء أهل
الإسلام , والقضاء على كل موحِّد في الأرض، هل من المقبول والمعقول أن
يجتمع مئات الملايين من العلماء , والخلفاء , والحكماء , والزُّهاد ,
والعُبّاد , والمصلحين ويتواطئوا على الرضا بقتل الحسين , والسكوت على هذه
الجريمة الشنعاء؟.
هل
من المعقول أن تُحارب أمة الإسلام لأجل كذبة أعجمية , صفوية ملفّقة ,
كاذبة خاطئة . تُكفِّر الصحابة , والتابعين , ودول الإسلام، وتتبرأ من أبي
بكر, وعمر , وأصحاب بدرٍ , وأهل بيعة الرضوان , ومن نزل الوحي بتزكيتهم
وأخبر الله أنه رضي عنهم؟.
إن
أهل السنة هم أولى بالحسين دينًا وملَّة، ونسبًا وصهرًا، وحبًّا وولاءً،
وأرضًا وبيتًا، وتاريخًا وجغرافياً، فارفعوا عنّا سيف العدوان، وأغمدوا
عنّا خنجر الغدر؛ فنحن الذين اكتوينا بقتل الحسين، وأُصبنا في سويداء
قلوبنا بمصرع ـ رضي الله عنه ـ .
لقد
كان الحسين حفيد النبي صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه، وأحد أعضاء آل
بيته، وهو سيد شباب أهل الجنة؛ ولهذا فلا يمكن أن يكون الحسين حكرًا على
طائفة , أو فئة من الناس، كما حاول الصفويون إظهار ذلك .
3-النياحة , والتطبير , وضرب المقامات ....
إن
ضرب القامات , وشق الصدور , والنحيب , ولطم الخدود , ولبس السواد إحدى
الخرافات التي يُدعي أنها من وسائل التقرب إلى الله تعالى ؛ حيث يقومون
بضرب الصدور , والقامات باليد المجردة في باكستان، وفي لبنان , والعراق ,
وأمهم إيران , . يضربون القامات باستعمال السيوف , والخناجر لسكب الدماء
وجرح الجسم، وفي مناطق أخرى بالسلاسل مما صاحب ذلك من قصائد الحزن , وكلمات
الرثاء لآل البيت وسب آل أمية وسب الصحابة، والبكاء والعويل والنحيب
رجالاً ونساء،وقد بدأت بعض هذه الخرافات , والطقوس تدخل إلى اليمن عبر ما
يسمى بالحوثيين , وهو ما شاهدناه في بعض المقاطع الموثقة في صعدة , والجوف
من أمور النياحة التي نهى عنها رسول الله , وآل بيته الأطهار حيث قال رسول
الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : ( النياحة من أمر الجاهلية و إن
النائحة إذا ماتت و لم تتب قطع الله لها ثيابا من قطران و درعاً من لهب
النار) رواه ابن ماجة (1581).
و من طقوسهم أيضاً تقديسهم لكربلاء , وتفضيلهم لها على مكة المكرمة. ومحاولاتهم للنيل من الكعبة , و التطاول على قدسيتها:
ومما
جاء في كتبهم من إهانة الكعبة , وتحقير أمرها ما رووه كذباً عن أبي عبد
الله جعفرالصادق أنه قال : ( إن أرض الكعبة قالت : من مثلي وقد بني بيت
الله على ظهري يأتيني الناس من كل فج عميق , وجعلت حرم الله وأمنه . فأوحى
الله إليها أن كفي وقري مافضل ما فضلت به فيما أعطيت كربلاء إلا بمنزلة
الإبرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر ولولا تربة كربلاء ما فضلتك , و
لولا من تضمنه أرض كربلاء ما خلقتك , و لا خلقت البيت الذي به افتخرت فقري واستقري و كوني ذنباً متواضعاً ذليلاَ مهيناً غير مستنكف و لا مستكبر لأرض كربلاء و إلا سخت بك و هويت بك في نار جهنم ).
استغلال الغرب لطقوس الشيعة في عاشوراء لتشويه الإسلام .
كان
الرافضة ولا يزالون يداً لأعداء الإسلام , في ضربه , وتشويه صورته , ومن
هنا قدم الشيعة لليهود والنصارى هدية على طبق من ذهب , بما يفعلونه في يوم
عاشوراء من خرافات , وطقوس .
ـ فقد أنتجت إحدى شركات الأفلام الغربية فيلمًا تسجيليًّا بعنوان "سيف الإسلام"،
ادعت فيه حب المسلمين للعنف , وولعهم بسفك الدماء؛ ولم تجد أفضل من
احتفالات عاشوراء لدى الشيعة التي يسيلون خلالها دمائهم لإثبات صحة اتهام
المسلمين بالدموية.
وحققت
وكالـة رويترز للأنباء صفقة صحفية لا تقدر بثمن عندمــا حصـل مندوبها في
النبطية بلبنان على الصورة التي يشج فيها لبناني شيعي رأس ابنه بالسيف في
الاحتفالات التي جـرت بذكـرى عاشوراء.
وهذه
الصــورة تلقفتها وسائـل الإعـلام الإقليميـة والدولية وأفــردت لها
صفحـات في الجرائد والمجلات , وشاشات الفضائيات لتثبت دموية المسلمين ,
وهمجية طقوسهم وبعدها عن الفطرة.
دور
السفارات البريطانية : ولا احد يستطيع أن ينكر الدور البارز الذي لعبته
السفارات البريطانية في هذا المجال فعندما علمت جهل القوم , وسذاجتهم قامت
السفارات البريطانية في الهند بتمويل هذه المسيرات في الشوارع , و صرف
الكثير من الأموال لتهويل هذه المسيرات , وبثها على وسائل الإعلام , و ذلك
من باب تشويه الإسلام أمام الغرب ، و لذلك قامت هذه السفارات بتشجيع الشيعة
في الهند على ضرب القامات على الرؤوس , و استعمال السلاسل , و السيوف و
منها انتقل الأمر إلى إيران , و العراق و لبنان و كانت السفارات البريطانية
تتكفل بجميع المبالغ التي تتكلفها هذه المسيرات في كل من الهند , وإيران ,
والعراق و كانت بريطانيا و للعهد القريب تحتج بهذه المسيرات , وهذه الصور
البشعة من الجهل لترد على من يطالبها بالانسحاب من مستعمرتها في الهند و
غيرها من الدول و لا يزال التاريخ يذكر عندما زار ياسين الهاشمي رئيس
الوزراء العراقي لندن للتفاوض مع الانجليز لإنهاء الانتداب و قد قيل له "
نحن في العراق لمساعدة الشعب العراقي كي ينهض من الهمجية , والتخلف,
والوحشية التي يعيشها " وهم
يُرونه صور لآلاف الناس من الشيعة في المواكب يضربون أنفسهم بالسيوف كما
أروه فلماً لمواكب الحسينيات في شوارع النجف , و كربلاء, والكاظمية فأنكس
الرأس , و صمت وهو رئيس الوزراء ، و لا يزال التاريخ يذكر عندما أعلن أحد
علماء الشيعة وهو محسن الأمين العاملي تحريم هذه الأمور في 1352 هـ كاد أن
يقتل من علماء الشيعة أنفسهم ، فسبحان الله أي عقل للقوم , و أي دين له
ينتسبون .
موقف أهل السنة من مقتل الحسين , وعقيدتهم
في سبط رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ الحسين بن علي .
مقتل
الحسين ـ رضي الله عنه ـ من الأمور التي يلهج الشيعة به كثيراً , ويحاولون
من خلاله تشويه تاريخ هذه الأمة , وكأن الصراع قد وقع بين من يمثل الشيعة
وهو الحسين , ويزيد الذي يمثل أهل السنة هكذا يصور الشيعة الصراع والأمر
عكس ذلك .
إن
الحسين ـ رضي الله عنه ـ سيد من سادات أهل السنة والجماعة , واعتقادهم فيه
أنه مات شهيداً سعيداً أكرمه الله بالشهادة وأهان قاتليه ، فقتله مصيبة
عظيمة يسترجع عندها بقوله ـ عز وجل ـ }وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون { .
قال
شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ في منهاج السنة (4/ 586 ) :
(وَأَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ ...َيَقُولُونَ: إِنَّ الْحُسَيْنَ
قُتِلَ مَظْلُومًا شَهِيدًا، وَإِنَّ الَّذِينَ قَتَلُوهُ كَانُوا
ظَالِمِينَ مُعْتَدِينَ ) .
وقال
ـ رحمه الله تعالى ـ في مجموع الفتاوى (4 / 487) : (وَأَمَّا مَنْ قَتَلَ "
الْحُسَيْنَ " أَوْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِهِ , أَوْ رَضِيَ بِذَلِكَ
فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ؛ لَا
يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا ) .
وقال كذلك في مجموع الفتاوى )25/
302) : (لما قتل الحسين يوم عاشوراء قتلته الطائفة الباغية الظالمة، وأكرم
الله الحسين بالشهادة كما أكرم بها من أكرمَ من أهل بيته، أكرم بها حمزة
وجعفر وأباه علياً، وكانت شهادته مما رفع الله بها منزلته وأعلى درجته).
وقال
الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ في البداية والنهاية كذلك : (8/221):
(فكل مسلم ينبغي له أن يحزنه قتل الحسين ـ رضي الله عنه ـ ، فانه من سادات
المسلمين، وعلماء الصحابة , وابن بنت رسول الله التي هي أفضل بناته، وقد
كان عابداً وسخياً).
و
قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ في البداية والنهاية (8/220) :
(أما ما روي من الأحاديث والفتن التي أصابت من قتله - يعني الحسين- فأكثرها
صحيح، فإنه قل من نجا من أولئك الذين قتلوه من آفة أو عاهة ، فلم يخرج أحد
منهم من الدنيا حتى أصيب بمرض).
وقال
ـ رحمه الله تعالى ـ في البداية والنهاية كذلك : (8/161) : (عاصر الحسين
رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وصحبه إلى أن تُوفي وهو عنه راض،
وكان الصديق يكرمه ويعظمه، وكذلك عمر وعثمان، ولم يزل في طاعة أبيه حتى
قتل، فلما استقر الملك لمعاوية كان الحسن يتردد إليه مع أخيه الحسين،
فيكرمهما معاوية إكراماً زائداً).
مما يُلزم به الشيعة في يوم عاشوراء .
ـ
ولو كان هذا البكاء يعكس شدة المحبة لأهل البيت فلماذا لايكون البكاء من
باب أولى على حمزة عم النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، فإن الفظاعة
التي قتل بها لا تقل عن الطريقة التي ارتكبت في حق الحسين ـ رضي الله عنه ـ
حيث بقر بطن حمزة واستؤصلت كبده ، فلماذا لايقيمون لموته مأتماً سنوياً
يلطمون فيه وجوههم , ويمزقون ثيابهم ، ويضربون أنفسهم بالسيوف والخناجر ؟
أليس هذا من أهل بيت النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ؟ بل لماذا لايكون
هذا البكاء على موت النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ؟! فإن المصيبة
بموته تفوق كل شيء , أم أن الحسين أفضل من جده لأنه تزوج ابنة كسرى
الفارسية؟ .
قال
العلامة ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ : ( البداية والنهاية 8/220): (ولكن
لا يحسن ما يفعله الناس من إظهار الجزع والحزن الذي لعل أكثره تصنع ورياء،
وقد كان أبوه أفضل منه فقتل، وهم لا يتخذون مقتله مأتماً كيوم مقتل
الحسين، فان أباه قتل يوم الجمعة وهو خارج إلى صلاة الفجر في السابع عشر من
رمضان سنة أربعين، وكذلك عثمان كان أفضل من علي عند أهل السنة والجماعة،
وقد قتل وهو محصور في داره في أيام التشريق من شهر ذي الحجة سنة ست
وثلاثين، وقد ذبح من الوريد إلى الوريد، ولم يتخذ الناس يوم قتله مأتماً،
وكذلك عمر بن الخطاب وهو أفضل من عثمان وعلي، قتل وهو قائم يصلي في المحراب
صلاة الفجر ويقرأ القرآن، ولم يتخذ الناس يوم قتله مأتماً، وكذلك الصديق
كان أفضل منه ولم يتخذ الناس يوم وفاته مأتماً، ورسول الله سيد ولد آدم في
الدنيا والآخرة، وقد قبضه الله إليه كما مات الأنبياء قبله، ولم يتخذ أحدٌ
يوم موتهم مأتماً، ولا ذكر أحد أنه ظهر يوم موتهم وقبلهم شيء مما ادعاه
هؤلاء يوم مقتل الحسين من الأمور المتقدمة، مثل كسوف الشمس والحمرة التي
تطلع في السماء وغير ذلك.)
ـ إن من الأسماء التي قتلت مع الحسين في كربلاء: من أولاد علي بن أبي طالب : أبو بكر - عثمان .
ومن أولاد الحسين : أبو بكر - عمر - عثمان . ومن أولاد الحسن : أبو بكر - عمر ..
وهذا
ما يخفيه الشيعة عن عوامهم , حتى لا يواجهون بالسؤال الصاعق لعقيدتهم ,
كيف يسمي آل البيت أسماء أبنائهم بمن تزعمون أنهم أعداء لعلي وبنيه ؟!!!.
ـ
نقرأ في سيرة الحسين في كتب الشيعة نفسها أنه كان يبكي يوم كربلاء حزنًا
على قاتليه الذين سوف يدخلون النار بسببه، وهذا قمة الخُلُق والإنسانية.
إذن فطالما كان الحسين يتعامل هكذا مع خصومه، فلماذا يجعل مدَّعِي حب
الحسين ذكرى مقتله وسيلة لنشر البغضاء, والعداوة بين المسلمين المحبين
للحسين , واتهام المسلمين عبر العصور بقتل الحسين ـ رضي الله عنه ـ ؟!!.
ـ من اللافت للنظر أيضًا أنه في مثل هذه الأيام يكثر الشيعة من القول بشعار "هيهات
من الذلة" المنسوب لسيدنا الحسين، ويجعلونه في مقدمة الشعارات التي ترفع
في هذه المناسبة . فإذا كان المقصود من هذا الشعار هو عدم الرضوخ , والذلة
للغازي , والمحتل والظالم للمسلمين، فإن هذا الشعار أصبح لا معنى له اليوم؛
بدليل أن الغزاة يسرحون ويمرحون في ديار الإسلام، وهذه حوزة النجف العلمية
التي تتزعم مرجعيته الشيعة في العالم , وتسير مواكب اللطم وشق الرءوس،
نراها تحاط بدبابات الغزاة والظلمة من الصليبيين الذين انتهكوا حرمة
المقدسات الشيعية في العراق قبل غيرها، فأين إذن شعار "هيهات من الذلة" , "
وعاشوراء ثورة ضد الطغيان " ؟!!
هذا
ناهيك عن أن الغزاة لم يقف عدوانهم عند انتهاك المقدسات الدينية فقط، بل
إنه بلغ قتل النفس المسلمة , وانتهاك الأعراض والنواميس , وتدمير البيوت
والممتلكات، وذلك كله أمام مرأى ومسمع أرباب الحوزة , وخطباء المجالس
الحسينية الذين يعتلون المنابر في عاشوراء، محرضين الناس على الفتنة
والكراهية على أهل السنة فقط , بينما يفتي إمامهم السيستاني بفتوى خطية له
منشورة على النت بتحريم قتال الأمريكان وجهادهم في العراق , وفي وقت آخر
يعترف رفسنجاني: " أنه لولا إيران لما دخلت أمريكا العراق , وأفغانستان " ,
كيف يصدق في إتباعه للحسين من دخل فوق الدبابة الأمريكية يصفق , ويصرخ
أبان سقوط صدام في العراق , لقد جهز الفرنسيون للخميني طائرة فرنسية خاصة
لتنقله إلى إيران حاكماً بعد سقوط الشاه .
ياليت
شعري بأي وجه سترفع الشيعة شعارات نصرة المظلوم , وردع الظالمين في
عاشوراء هذا العام الذي تكبدت فيه سوريا الخسائر العظيمة في الديار
والأرواح , فأكثر من ثلاثين ألف قتيل , واثنين مليون ونصف مشرد , وكل ذلك
بيد العصابات الشيعية المساندة لنظام الطاغية بشار الأسد والتي توجهت إلى
سوريا من لبنان , وإيران , والعراق , واليمن لقتل الشعب السوري , وتقطيع
أجسادهم , وذبح أبنائهم ؟!!.
لقد
بات معلومًا أن المقصود من وراء شعار "هيهات من الذلة" لا يعني عدم الذلة
والرضوخ للظلم كما يحاول دهاقنة المذهب الرافضي ترويج ذلك، وإنما المقصود
منه هو عدم قبول الشيعة لنظام يحكمه سني، حتى وإن كان هذا الحاكم عادلاً؛
فانتمائه إلى أهل السنة يستوجب رفع شعار "هيهات من الذلة" في وجهه , ووجه
شعبه من أهل السنة .
ومن
هنا يتبين أن إحياء ذكرى واقعة كربلاء بهذا الشكل الذي نراه ونسمعه في كل
عام وبهذه الطريقة، أمرٌ مقزز للنفس، فهي ليست مجرد إحياء ذكرى وإنما هناك
أهداف أبعد مما يتخيله البسطاء من الشيعة,
وسائر المسلمين الذين غلبت عليهم العاطفة , والغفلة وعدم الدراية والمعرفة
بالدسائس التي حاكها أعداء الإسلام، وما زالوا يحيكونها من خلال هذه
المناسبات.
رأس الحسين أين قبر ؟ .
فالأماكن التي ذكر أن رأس الحسين مقبور بها ستة مدن ؛هي:
1- دمشق 2. - الرقة 3. - عسقلان 4. - القاهرة 5. – كربلاء . 6- المدينة.
ولم
يقل أحد بأن الرأس في كربلاء إلا الإمامية، فإنهم يقولون: بأن الرأس أعيد
إلى كربلاء بعد أربعين يوماً من القتل، ودفن بجانب جسد الحسين ـ رضي الله
عنه ـ ، وهو يوم معروف عندهم يسمون الزيارة فيه زيارة الأربعين .
ويكفي أن هذا القول إنما تفرد به الإمامية (الرافضة ) هم أكذب الخلق على الإطلاق، ومن نظر في كتبهم عرف هذه الحقيقة .
والصحيح
ما ذكره ابن سعد : أن يزيد بعث بالرأس إلى عمرو بن سعد والي المدينة،
فكفنه ودفنه بالبقيع إلى حيث قبر أمه فاطمة بنت رسول الله ـ صلى الله عليه
وآله وسلم ـ .
وقال
البلاذري: حدثنا عمر بن شبه، حدثني أبو بكر عيسى بن عبيد الله بن محمد بن
عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه قال: إن الرأس بعث به يزيد إلى عمرو بن
سعيد والي المدينة .
وهذه الرواية عن واحد من أهل البيت، ولا شك أن أحفاد الحسين هم أعلم الناس
برأس الحسين ـ رضي الله عنه ـ ، وبذلك يكون كلامهم مقدماً على كلام غيرهم
بشأن وجود الرأس.
ويؤيد هذا الرأي قول الحافظ أبي يعلى الهمداني: "إن الرأس قبر عند أمه فاطمة ـ رضي الله عنها ـ وهو أصح ما قيل في ذلك".
وهو ما ذهب إليه علماء النسب مثل: الزبير بن بكار ومحمد بن الحسن المخزومي.
وذكر
عمر بن أبي المعالي أسعد بن عمار في كتابه "الفاصل بين الصدق، والـمَيْن
في مقر رأس الحسين" أن جمعا من العلماء الثقات كابن أبي الدنيا، وأبي
المؤيد الخوارزمي، وأبي الفرج بن الجوزي قد أكدوا أن الرأس مقبور في البقيع
بالمدينة " .
وتابعهم
على ذلك القرطبي . وقال الزرقاني: قال ابن دحية : ولا يصح غيره. وشيخ
الإسلام يميل إلى أن الرأس قد بعث به إلى واليه على المدينة عمرو بن سعيد
وطلب منه أن يقبره بجانب أمه فاطمة ـ رضي الله عنها ـ , والذي جعل شيخ
الإسلام يرى ذلك هو : "أن الذي ذكر أن الرأس نقل إلى المدينة هم من العلماء
والمؤرخين الذين يعتمد عليهم مثل الزبير بن بكار، صاحب كتاب الأنساب،
ومحمد بن سعد كاتب الواقدي صاحب الطبقات، ونحوهما من المعروفين بالعلم
والثقة والإطلاع، وهم أعلم بهذا الباب، وأصدق فيما ينقلونه من المجاهيل
والكذابين، وبعض أهل التاريخ الذين لا يوثق بعلمهم، وقد يكون الرجل صادقاً،
ولكن لا خبرة له بالأسانيد، حتى يميز بين المقبول والمردود، أو يكون سيئ
الحفظ أو متهماً بالكذب أو بالتزيد في الرواية، كحال كثير من الأخباريين
والمؤرخين"..
وبذلك
يكون رأس الحسين مقبوراً بجانب أمه فاطمة ـ رضي الله عنها ـ ، وهو الموافق
لما ثبت في الروايات من حسن تعامل يزيد مع آل الحسين، ثم هو الأقرب إلى
الواقع الذي يملي على يزيد إرساله إلى المدينة ليقبر بجانب أمه ـ رضي الله
عنهما ـ ) ا. هـ .
منقول من كتاب " مواقف المعارضة في خلافة يزيد بن معاوية ص 306-325 للدكتور محمد بن عبدالهادي الشيباني - حفظه الله تعالى -.
جثة الحسين ـ رضي الله عنه ـ .
وفي
إجابة للشيخ الإمام ابن باز ـ رحمه الله تعالى ـ من الموقع الرسمي لفضيلته
عن مكانة جثة الحسين يقول : (المعروف أن جثة الحسين ـ رضي الله عنه ـ في
العراق، وليست في مصر وليست في الشام، وإنما دفن في العراق، والذي في مصر
ليس له أصل، وإنما هي دعوى لا حقيقة لها وأقبح من ذلك , وأشد من ذلك دعاؤه
والاستغاثة به والطواف في قبره، هذا من أعظم المنكرات والقبائح، بل من
الشرك الأكبر، فإن دعاء الأموات , والاستغاثة بالأموات , والنذر لهم ,
والتقرب إليهم بالذبائح كل ذلك من المنكرات العظيمة، ومن الشرك الأكبر،
سواء كان المدفون الحسين، أو غير الحسين) .
وختاماً
ـ أخي الكريم ـ : هذه عقيدة القوم وهذه عقولهم فهم يبكون على الحسين و لا
ندري ما يبكيهم ، فهل يبكون الحسين لأنه دخل الجنة ، أم هل يبكون الحسين
لأنه من شباب الجنة ، أم هل يبكون لأن الحسين عند ربه راضًيا مرضياً ، أم
أنهم يبكون لأنه لقي ربه في الفردوس الأعلى ؟!!!.
و
الحقيقة أنهم لا يبكون الحسين أبداً بل يبكون مصيرهم ومصير أجدادهم الخونة
الذين خانوا الله و رسوله , و الصحابة , وعلي , و الحسين . قال الله
تعالى: (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً. الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً) .
وما
أجمل تلك اللفتة المباركة التي ذكرها أحد الدعاة من أن الله تعالى ابتلى
الشيعة بسبب قذفهم لعائشة أم المؤمنين بما هو أكبر من حد القذف , وهو ضرب
الظهور , وإسالة الدماء في كل عاشوراء , وانتقاماً من الله لزوجة نبيه
الطاهرة الشريفة ـ رضي الله عنها ـ .
وكتبه / أبومالك عدنان بن عبده بن أحمد المقطري .
29من ذي الحجة 1433هـ . الموافق 14/11/2012م .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى