آداب نبوية في الاستئذان
صفحة 1 من اصل 1
آداب نبوية في الاستئذان
ورد في سنة النبي – صلى الله عليه وسلم –العديد من الأحاديث التي تؤكد على أهمية الاستئذان ومن ذلك قوله :
( إنما جعل الاستئذان من أجل البصر ) متفق عليه .
وإذا نظرنا إلى الآداب المتعلّقة بالاستئذان وجدنا أنها تنقسم إلى قسمين : قسمٌ يتعلّق بالدخول إلى البيت ، وآخر بالحركة داخله ،
أما الأوّل ، فقد جاء النهي عن دخول البيوت قبل استئذان أهلها ، فقال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير
بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون } ( النور : 27 ) . ويظهر حرص النبي
– صلى الله عليه وسلم – على تعويد أصحابه على الاستئذان لا سيّما مع حديثي العهد بالإسلام والجهلة من الأعراب
فقد جاء في سنن الترمذي أن صفوان بن أمية ذهب إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – بعد إسلامه بشيءٍ من الطعام
فدخل عليه ولم يسلّم ولم يستأذن ، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( ارجع ، فقل: السلام عليكم ، أأدخل ؟ ) .
وفي سنن أبي داود أن رجلاً من بني عامر استأذن على النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو في بيت فقال :
ألج ؟ ، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – لخادمه :
( اخرج إلى هذا فعلّمه الاستئذان ، فقل له : قل السلام عليكم ، أأدخل )
فسمعه الرجل فقال : السلام عليكم ، أأدخل ؟ ، فأذن له النبي – صلى الله عليه وسلم – فدخل .
وينبّه النبي – صلى الله عليه وسلم – على ضرورة حفظ النظر عند الوقوف والانتظار فيقول :
( لا يحل لامرئ مسلم أن ينظر إلى جوف بيتٍ حتى يستأذن ، فإن فعل فقد دخل ) رواه البخاري في الأدب المفرد .
ولخطورة النظر على العورات والاطلاع عليها ، أهدر النبي – صلى الله عليه وسلم – عين الناظر إلى بيوت الآخرين وأسقط
عنها الدية فقال : ( لو أن رجلا اطّلع عليك بغير إذن فخذفته بحصاة – أي رميته بها – ففقأت عينه ، ما كان عليك من جناح ) متفق عليه ،
. وأخبر سهل بن سعد الأنصاري رضي الله عنه عن موقفٍ آخر ، حين اطّلع رجلٌ من ثقبٍ في باب رسول الله –
صلى الله عليه وسلم – ، وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يسرّح شعره بمشطٍ في يده ، فقال للرجل :
( لو أعلم أنك تنظر طعنت به في عينك ؛ إنما جعل الله الإذن من أجل البصر ) رواه مسلم .
ولأجل هذا المقصد جاء النهي أيضاً عن استقبال الباب والوقوف أمامه ، والإرشاد إلى أخذ جانبه الأيمن أو الأيسر ،
فقد جاء عن طلحة عن هزيل رضي الله عنه أن رجلاً جاء إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – يستأذن بالدخول
فوقف مستقبل الباب ، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم – :
( هكذا عنك أو هكذا – أي اذهب يميناً أو شمالاً – فإنما الاستئذان من النظر ) رواه أبو داود .
وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال : كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا جاء الباب يستأذن ،لم يستقبله
يمشي مع الحائط حتى يستأذن ، فيؤذن له أو ينصرف ، رواه أحمد
وعند البخاري في الأدب ا
لمفرد أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان إذا أتى بابا يريد أن يستأذن لم يستقبله ، وجاء يمينا أوشمالا ، فإن أذن له وإلا
انصرف . ومن سنن الاستئذان ألا يزيد عن ثلاث مرّات ، فإن أذن صاحب البيت وإلا انصرف ، يشير إلى ذلك حديث
أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : خرجنا مع النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو يريد سعد بن عبادة
حتى أتاه فسلّم فلم يؤذن له ، ثم سلّم الثانية ثم الثالثة ، فلم يؤذن له ، فقال : ( قضينا ما علينا ) ، ثم رجع فأدركه سعد فقال :
يا رسول الله ، والذي بعثك بالحق ما سلّمت من مرة إلا وأنا أسمع وأرد عليك ، ولكن أحببت أن تكثر من السلام عليّ
وعلى أهل بيتي ، رواه البخاري في الأدب المفرد .
ويُستثنى من ذلك إذا دعى صاحب البيت الزائر وأرسل إليه من يطلبه ، فلا داعي حينئذٍ من الاستئذان ، ويدلّ على ذلك حديث
أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ( إذا دعي أحدكم فجاء مع الرسول فهو إذنه ) ، رواه
الطبراني ، وبهذا المعنى يقول النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( رسول الرجل إلى الرجل إذنه ) رواه أبو داوود .
ومن الآداب الشرعيّة في الاستئذان ، عدم رفع الصوت أو إزعاج أهل البيت ، ولذلك نرى من أدب الصحابة أنهم كانوا
يقرعون أبواب النبي – صلى الله عليه وسلم – بالأظافير ، رواه البخاري في الأدب المفرد ،
يقول الإمام ابن العربي : ” وهذا محمول منهم على المبالغة في الأدب ، وهو حسن لمن قرب محله من بابه ، أما من بعد عن
الباب بحيث لا يبلغه صوت القرع بالظفر فيستحب أن يقرع بما فوق ذلك بحسبه ” .
وينبغي للمستأذن أن يُفصح عن اسمه حتى يعرفه صاحب البيت فيتهيّأ له ، وبذلك نفهم سرّ غضب النبي –
صلى الله عليه وسلم – عندما استأذنه جابر رضي الله عنه بالدخول ، فسأله عن اسمه ، فقال :
أنا ، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( أنا أنا ) كأنه كرهها ، متفق عليه .
وإذا قال أهل المنزل للمستأذن : ارجع ، وجب عليه الرجوع ؛ لأنهم ما طلبوا منه الرجوع إلا لعدم تهيّئهم لاستقباله
وحصول الضرر والإحراج من دخوله ،قال تعالى :
{ وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم } ( النور : 28 ) .
وكما يُشرع الاستئذان عند الدخول ، يُشرع كذلك عند الانصراف ، وقد امتدح الله المؤمنين في سورة النور بقوله :
{ إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك
أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله } ( النور : 62 ) .
وتلك الآداب متعلّقة بالبيوت المسكونة دون غيرها ، أما البيوت غير المأهولة كالتي تكون على الطريق أو المعدّة للتأجير
فلا استئذان لها ، كما قال تعالى :
{ ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم والله يعلم ما تبدون وما تكتمون } ( النور :29 ) .
وفي ثنايا التوجيهات الربّانية والسنن النبويّة التي مرّت بنا ، تظهر عظمة الإسلام في حرصه على حفظ البيوت
واحترام الخصوصيّة ، ومراعاة مشاعر الناس
والله الموفق .
( إنما جعل الاستئذان من أجل البصر ) متفق عليه .
وإذا نظرنا إلى الآداب المتعلّقة بالاستئذان وجدنا أنها تنقسم إلى قسمين : قسمٌ يتعلّق بالدخول إلى البيت ، وآخر بالحركة داخله ،
أما الأوّل ، فقد جاء النهي عن دخول البيوت قبل استئذان أهلها ، فقال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير
بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون } ( النور : 27 ) . ويظهر حرص النبي
– صلى الله عليه وسلم – على تعويد أصحابه على الاستئذان لا سيّما مع حديثي العهد بالإسلام والجهلة من الأعراب
فقد جاء في سنن الترمذي أن صفوان بن أمية ذهب إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – بعد إسلامه بشيءٍ من الطعام
فدخل عليه ولم يسلّم ولم يستأذن ، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( ارجع ، فقل: السلام عليكم ، أأدخل ؟ ) .
وفي سنن أبي داود أن رجلاً من بني عامر استأذن على النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو في بيت فقال :
ألج ؟ ، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – لخادمه :
( اخرج إلى هذا فعلّمه الاستئذان ، فقل له : قل السلام عليكم ، أأدخل )
فسمعه الرجل فقال : السلام عليكم ، أأدخل ؟ ، فأذن له النبي – صلى الله عليه وسلم – فدخل .
وينبّه النبي – صلى الله عليه وسلم – على ضرورة حفظ النظر عند الوقوف والانتظار فيقول :
( لا يحل لامرئ مسلم أن ينظر إلى جوف بيتٍ حتى يستأذن ، فإن فعل فقد دخل ) رواه البخاري في الأدب المفرد .
ولخطورة النظر على العورات والاطلاع عليها ، أهدر النبي – صلى الله عليه وسلم – عين الناظر إلى بيوت الآخرين وأسقط
عنها الدية فقال : ( لو أن رجلا اطّلع عليك بغير إذن فخذفته بحصاة – أي رميته بها – ففقأت عينه ، ما كان عليك من جناح ) متفق عليه ،
. وأخبر سهل بن سعد الأنصاري رضي الله عنه عن موقفٍ آخر ، حين اطّلع رجلٌ من ثقبٍ في باب رسول الله –
صلى الله عليه وسلم – ، وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يسرّح شعره بمشطٍ في يده ، فقال للرجل :
( لو أعلم أنك تنظر طعنت به في عينك ؛ إنما جعل الله الإذن من أجل البصر ) رواه مسلم .
ولأجل هذا المقصد جاء النهي أيضاً عن استقبال الباب والوقوف أمامه ، والإرشاد إلى أخذ جانبه الأيمن أو الأيسر ،
فقد جاء عن طلحة عن هزيل رضي الله عنه أن رجلاً جاء إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – يستأذن بالدخول
فوقف مستقبل الباب ، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم – :
( هكذا عنك أو هكذا – أي اذهب يميناً أو شمالاً – فإنما الاستئذان من النظر ) رواه أبو داود .
وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال : كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا جاء الباب يستأذن ،لم يستقبله
يمشي مع الحائط حتى يستأذن ، فيؤذن له أو ينصرف ، رواه أحمد
وعند البخاري في الأدب ا
لمفرد أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان إذا أتى بابا يريد أن يستأذن لم يستقبله ، وجاء يمينا أوشمالا ، فإن أذن له وإلا
انصرف . ومن سنن الاستئذان ألا يزيد عن ثلاث مرّات ، فإن أذن صاحب البيت وإلا انصرف ، يشير إلى ذلك حديث
أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : خرجنا مع النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو يريد سعد بن عبادة
حتى أتاه فسلّم فلم يؤذن له ، ثم سلّم الثانية ثم الثالثة ، فلم يؤذن له ، فقال : ( قضينا ما علينا ) ، ثم رجع فأدركه سعد فقال :
يا رسول الله ، والذي بعثك بالحق ما سلّمت من مرة إلا وأنا أسمع وأرد عليك ، ولكن أحببت أن تكثر من السلام عليّ
وعلى أهل بيتي ، رواه البخاري في الأدب المفرد .
ويُستثنى من ذلك إذا دعى صاحب البيت الزائر وأرسل إليه من يطلبه ، فلا داعي حينئذٍ من الاستئذان ، ويدلّ على ذلك حديث
أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ( إذا دعي أحدكم فجاء مع الرسول فهو إذنه ) ، رواه
الطبراني ، وبهذا المعنى يقول النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( رسول الرجل إلى الرجل إذنه ) رواه أبو داوود .
ومن الآداب الشرعيّة في الاستئذان ، عدم رفع الصوت أو إزعاج أهل البيت ، ولذلك نرى من أدب الصحابة أنهم كانوا
يقرعون أبواب النبي – صلى الله عليه وسلم – بالأظافير ، رواه البخاري في الأدب المفرد ،
يقول الإمام ابن العربي : ” وهذا محمول منهم على المبالغة في الأدب ، وهو حسن لمن قرب محله من بابه ، أما من بعد عن
الباب بحيث لا يبلغه صوت القرع بالظفر فيستحب أن يقرع بما فوق ذلك بحسبه ” .
وينبغي للمستأذن أن يُفصح عن اسمه حتى يعرفه صاحب البيت فيتهيّأ له ، وبذلك نفهم سرّ غضب النبي –
صلى الله عليه وسلم – عندما استأذنه جابر رضي الله عنه بالدخول ، فسأله عن اسمه ، فقال :
أنا ، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( أنا أنا ) كأنه كرهها ، متفق عليه .
وإذا قال أهل المنزل للمستأذن : ارجع ، وجب عليه الرجوع ؛ لأنهم ما طلبوا منه الرجوع إلا لعدم تهيّئهم لاستقباله
وحصول الضرر والإحراج من دخوله ،قال تعالى :
{ وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم } ( النور : 28 ) .
وكما يُشرع الاستئذان عند الدخول ، يُشرع كذلك عند الانصراف ، وقد امتدح الله المؤمنين في سورة النور بقوله :
{ إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك
أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله } ( النور : 62 ) .
وتلك الآداب متعلّقة بالبيوت المسكونة دون غيرها ، أما البيوت غير المأهولة كالتي تكون على الطريق أو المعدّة للتأجير
فلا استئذان لها ، كما قال تعالى :
{ ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم والله يعلم ما تبدون وما تكتمون } ( النور :29 ) .
وفي ثنايا التوجيهات الربّانية والسنن النبويّة التي مرّت بنا ، تظهر عظمة الإسلام في حرصه على حفظ البيوت
واحترام الخصوصيّة ، ومراعاة مشاعر الناس
والله الموفق .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى