لا خير في كثير
صفحة 1 من اصل 1
لا خير في كثير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
( لاَّ خَيْرَ فِــي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ
مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء
مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ) .
أي : لا خيـر فــي كثـيــر مــمــا يتناجى بــه النـــاس
ويتخاطبون ، وإذا لم يكن فيه خير، فإما لا فائدة فيه
كفضول الكلام المباح ، وإما شر ومضرة محضة
كالكلام المحرم بجميع أنواعه .
ثم استثنى تعالى فقال ( إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ ) من مال
أو علم أو أي نفع كـان ، بل لعله يدخل فيه العبادات
القاصرة كالتسبيح والتحميد ونحوه ، كما قـال النبي
صلى الله عليه وسلم "إن بكل تسبيحة صدقة ، وكل
تكبيرة صدقة، وكل تهليلة صدقة ، وأمر بالمعروف
صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، وفي بضع أحدكم
صدقة " الحديث .
( أَوْ مَعْرُوفٍ ) وهو الإحسان والطاعة وكل ما عرف
في الشرع والعقل حسنه، وإذا أطلق الأمر بالمعروف
من غير أن يقرن بالنهي عن المنكر دخل فيه النهي
عن المنكر ، وذلك لأن ترك المنهيات من المعروف،
وأيضا لا يتم فعل الخير إلا بترك الشر . وأمــا عـنـد
الاقتران فيفسر المعروف بفعل المأمور ، والمنكر
بترك المنهي .
( أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ ) والإصلاح لا يكـون إلا بين
متنازعين متخاصمين، والنزاع والخصام والتغاضب
يوجب مـن الشر والفرقة ما لا يمكن حصره ، فلذلك
حث الشارع عـلى الإصلاح بين الناس فــــي الدماء
والأموال والأعراض ، بل وفـــي الأديان كـــما قــال
تعــالى ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ )
وقـال تعـــالى ( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا
فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَــإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَــلَى الْأُخْرَى
فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ ) الآية
وقال تعالى ( وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ) والساعي في الإصلاح
بيـن النـــاس أفضـل مـــن القانت بالصلاة والصيام
والصدقة ، والمـصـلـح لا بد أن يصـلــح الله سعيه
وعمله . كمــا أن الساعي في الإفساد لا يصلح الله
عمله ولا يتم له مقصوده كما قـال تعالى ( إِنَّ اللّهَ
لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) فهذه الأشــيـــاء حيثما
فعلت فهي خير ، كما دل على ذلك الاستثناء .
ولكن كمال الأجر وتمامه بحسب النية والإخلاص ،
ولهـذا قــال ( وَمَــــن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ
فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ) فلهــذا ينبغي للعبـد أن
يقصد وجه الله تعالى ويخلص العمل لله في كل وقت
وفي كل جزء من أجزاء الخير ، ليحصل لـــه بذلك
الأجــر العظيـــم ، وليتعود الإخلاص فيكـــون مـــن
المخلصين، وليتم له الأجر سواء تم مقصوده أم لا
لأن النية حصلت واقترن بها ما يمكن من العمل .
الكتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (ص 202)
للشيـــخ : عبد الرحمن السعـدي رحمه الله تعالى
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
( لاَّ خَيْرَ فِــي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ
مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء
مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ) .
أي : لا خيـر فــي كثـيــر مــمــا يتناجى بــه النـــاس
ويتخاطبون ، وإذا لم يكن فيه خير، فإما لا فائدة فيه
كفضول الكلام المباح ، وإما شر ومضرة محضة
كالكلام المحرم بجميع أنواعه .
ثم استثنى تعالى فقال ( إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ ) من مال
أو علم أو أي نفع كـان ، بل لعله يدخل فيه العبادات
القاصرة كالتسبيح والتحميد ونحوه ، كما قـال النبي
صلى الله عليه وسلم "إن بكل تسبيحة صدقة ، وكل
تكبيرة صدقة، وكل تهليلة صدقة ، وأمر بالمعروف
صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، وفي بضع أحدكم
صدقة " الحديث .
( أَوْ مَعْرُوفٍ ) وهو الإحسان والطاعة وكل ما عرف
في الشرع والعقل حسنه، وإذا أطلق الأمر بالمعروف
من غير أن يقرن بالنهي عن المنكر دخل فيه النهي
عن المنكر ، وذلك لأن ترك المنهيات من المعروف،
وأيضا لا يتم فعل الخير إلا بترك الشر . وأمــا عـنـد
الاقتران فيفسر المعروف بفعل المأمور ، والمنكر
بترك المنهي .
( أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ ) والإصلاح لا يكـون إلا بين
متنازعين متخاصمين، والنزاع والخصام والتغاضب
يوجب مـن الشر والفرقة ما لا يمكن حصره ، فلذلك
حث الشارع عـلى الإصلاح بين الناس فــــي الدماء
والأموال والأعراض ، بل وفـــي الأديان كـــما قــال
تعــالى ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ )
وقـال تعـــالى ( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا
فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَــإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَــلَى الْأُخْرَى
فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ ) الآية
وقال تعالى ( وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ) والساعي في الإصلاح
بيـن النـــاس أفضـل مـــن القانت بالصلاة والصيام
والصدقة ، والمـصـلـح لا بد أن يصـلــح الله سعيه
وعمله . كمــا أن الساعي في الإفساد لا يصلح الله
عمله ولا يتم له مقصوده كما قـال تعالى ( إِنَّ اللّهَ
لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) فهذه الأشــيـــاء حيثما
فعلت فهي خير ، كما دل على ذلك الاستثناء .
ولكن كمال الأجر وتمامه بحسب النية والإخلاص ،
ولهـذا قــال ( وَمَــــن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ
فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ) فلهــذا ينبغي للعبـد أن
يقصد وجه الله تعالى ويخلص العمل لله في كل وقت
وفي كل جزء من أجزاء الخير ، ليحصل لـــه بذلك
الأجــر العظيـــم ، وليتعود الإخلاص فيكـــون مـــن
المخلصين، وليتم له الأجر سواء تم مقصوده أم لا
لأن النية حصلت واقترن بها ما يمكن من العمل .
الكتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (ص 202)
للشيـــخ : عبد الرحمن السعـدي رحمه الله تعالى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى