إرهاصات في ذِكرى مولد سيّد ولد آدم
صفحة 1 من اصل 1
إرهاصات في ذِكرى مولد سيّد ولد آدم
بسم الله الرحمن الرحيم
** وُلِد رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، في شعب بني هاشم بسيدة المدائن ''مكة المكرمة''، في شهر ربيع الأوّل شهراً وفصلاً، فجمع الربيعين، حيث واكبت هذه الولادة المباركة مقدمات (مبشرات) كثيرة، مؤكّدة لحياة النّبيّ المختار في تلك الفترة المحدّدة من الزمن.
- l لمّا كانت اللّيلة الّتي وُلد فيها رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، تصدَّع إيوانُ كِسرى، وسقطت منه أربع عشرة شرفة، وخمدت نار فارس، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، وغاضت بحيرة ساوة، ورأى الموبذان إبلاً صعاباً تقود خيلاً عراباً قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادهم، وانكباب أصنام الكعبة على وجوهها. مات أبوه وهو جنين في بطن السيِّدة آمنة، دخل به أبو طالب الكعبة المشرّفة فرحاً وشاكراً، وسمّاه محمّداً، وأرضعته حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، فغمر بيتها بوجوده نسمات مباركة، ترعرع بين الأطفال.
** شقّ سيّدنا جبريل، عليه السّلام، صدره الشّريف توطئة للعِصمة والوحي بالتّكليف. في السادسة، أصبح يتيم الأبوين، تربّى حتّى الثامنة بكفالة جدّه عبد المطلب، ثمّ احتضنه عطف عمِّه أبو طالب. رعى الغنم شأن إخوانه الأنبياء ليكتسب خبرة تساعده على رعاية الأمم، يقول سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''ما مِن نبيٍّ من الأنبياء إلاّ رعى الغنم. فقال له أصحابه: وأنتَ يا رسول الله؟ قال: نعَم، كنتُ أرعاها على قراريط لأهل مكة'' (القراريط هي أجزاء من الدراهم أو الدنانير، وقيل هي لموضع).
** رافق عمّه أبا طالب إلى الشّام في تجارته، تظلّلُه الغمامة في الطريق، عرفه الراهب بَحِيرَا الّذي حذّر عمّه خوفاً من اليهود، شهِد بدار ابن جدعان يوم حِلف الفُضُول. ويعود إلى الشام ثانية بصُحبة ميسرة بقافلة للسيّدة الأولى في المجتمع المسلم، خديجة البتول رضي الله عنها، ليزفّها له عمّه بعد خِطبتها. يُجاوِر حِرَاء في رمضان متحنِّثاً، أحبّ الخُلوة والتفرُّد فيه، وفيه نزل عليه الوحي الأمين، وأوحى له سورة ''إقرأ'' ليرجع على الوفية الطاهرة تُزمِّلُه، ولتكون المُصدِّقة الأولى.
** نشأ سيّدنا رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، أُمياً. عرّفه قومه بالصّادق والأمين، واستقامة السِّيرة، ورجاحة العقل، وحكمة في الرأي والتّدبير، وكان أفضل النّاس مروءة وأصدقهم حديثاً، أعفّهم نفساً، أخلصهم عملاً، أوفاهم عهداً، أرعاهم أمانة، يحمِل الكلّ ويكسب المعدوم ويُقري الضّيف ويُعين على نوائب الحقّ. وبعدها تهيّأت نفسه الزكية لتلقي الرِّسالة الخالدة {بلِّغ ما أُنْزِل إليك} المائدة .67 فبعثه المولى سبحانه وتعالى بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسِراجاً مُنيراً، ورحمة للعالمين بدين أساسه الإيمان بالله المعبود وحده واليوم الآخر، وقِوامه الأخلاق وصالح الأعمال. لذا، سيبقى يوم مولد الحبيب، صلّى الله عليه وسلّم، انتصاراً للإنسانية، إذ جعل من الإنسانية أمّة واحدة متّحدة ترقى دائماً إلى السّماء، مَن يقتفي آثاره فقد اهتدى سُبل الرّشاد، ومَن يزغ عنها هلك.
المصدر
الجزائر: عبد الحكيم فماز
** وُلِد رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، في شعب بني هاشم بسيدة المدائن ''مكة المكرمة''، في شهر ربيع الأوّل شهراً وفصلاً، فجمع الربيعين، حيث واكبت هذه الولادة المباركة مقدمات (مبشرات) كثيرة، مؤكّدة لحياة النّبيّ المختار في تلك الفترة المحدّدة من الزمن.
- l لمّا كانت اللّيلة الّتي وُلد فيها رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، تصدَّع إيوانُ كِسرى، وسقطت منه أربع عشرة شرفة، وخمدت نار فارس، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، وغاضت بحيرة ساوة، ورأى الموبذان إبلاً صعاباً تقود خيلاً عراباً قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادهم، وانكباب أصنام الكعبة على وجوهها. مات أبوه وهو جنين في بطن السيِّدة آمنة، دخل به أبو طالب الكعبة المشرّفة فرحاً وشاكراً، وسمّاه محمّداً، وأرضعته حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، فغمر بيتها بوجوده نسمات مباركة، ترعرع بين الأطفال.
** شقّ سيّدنا جبريل، عليه السّلام، صدره الشّريف توطئة للعِصمة والوحي بالتّكليف. في السادسة، أصبح يتيم الأبوين، تربّى حتّى الثامنة بكفالة جدّه عبد المطلب، ثمّ احتضنه عطف عمِّه أبو طالب. رعى الغنم شأن إخوانه الأنبياء ليكتسب خبرة تساعده على رعاية الأمم، يقول سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''ما مِن نبيٍّ من الأنبياء إلاّ رعى الغنم. فقال له أصحابه: وأنتَ يا رسول الله؟ قال: نعَم، كنتُ أرعاها على قراريط لأهل مكة'' (القراريط هي أجزاء من الدراهم أو الدنانير، وقيل هي لموضع).
** رافق عمّه أبا طالب إلى الشّام في تجارته، تظلّلُه الغمامة في الطريق، عرفه الراهب بَحِيرَا الّذي حذّر عمّه خوفاً من اليهود، شهِد بدار ابن جدعان يوم حِلف الفُضُول. ويعود إلى الشام ثانية بصُحبة ميسرة بقافلة للسيّدة الأولى في المجتمع المسلم، خديجة البتول رضي الله عنها، ليزفّها له عمّه بعد خِطبتها. يُجاوِر حِرَاء في رمضان متحنِّثاً، أحبّ الخُلوة والتفرُّد فيه، وفيه نزل عليه الوحي الأمين، وأوحى له سورة ''إقرأ'' ليرجع على الوفية الطاهرة تُزمِّلُه، ولتكون المُصدِّقة الأولى.
** نشأ سيّدنا رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، أُمياً. عرّفه قومه بالصّادق والأمين، واستقامة السِّيرة، ورجاحة العقل، وحكمة في الرأي والتّدبير، وكان أفضل النّاس مروءة وأصدقهم حديثاً، أعفّهم نفساً، أخلصهم عملاً، أوفاهم عهداً، أرعاهم أمانة، يحمِل الكلّ ويكسب المعدوم ويُقري الضّيف ويُعين على نوائب الحقّ. وبعدها تهيّأت نفسه الزكية لتلقي الرِّسالة الخالدة {بلِّغ ما أُنْزِل إليك} المائدة .67 فبعثه المولى سبحانه وتعالى بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسِراجاً مُنيراً، ورحمة للعالمين بدين أساسه الإيمان بالله المعبود وحده واليوم الآخر، وقِوامه الأخلاق وصالح الأعمال. لذا، سيبقى يوم مولد الحبيب، صلّى الله عليه وسلّم، انتصاراً للإنسانية، إذ جعل من الإنسانية أمّة واحدة متّحدة ترقى دائماً إلى السّماء، مَن يقتفي آثاره فقد اهتدى سُبل الرّشاد، ومَن يزغ عنها هلك.
المصدر
الجزائر: عبد الحكيم فماز
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى