حتى تملكي قلبه
صفحة 1 من اصل 1
حتى تملكي قلبه
حتى تملكي قلبه
"قلب الرجل"، كلمة كثيرة ما تتداول على ألسنة الزوجات، فكل زوجة تريد أن تكون أكثر إنسان يحبه على هذه الكرة الأرضية، فلقد وضع الله في قلب الزوجين بذرة المودة والرحمة والتي بها تكون الزوجة (هي سكن الزوج وسنده، تعيش همَّه وتحفظ سره، وتهتم بما يحمل بين جنبيه من نفس، وليس بما يحمل بين يديه من نفيس.
ويصبح الزوج كلما غاص في همومه، وجد يدها الحانية المحبة التي يعرفها ويشتاق إليها، بل يطير إليها شوقًا، لأنه لا يقدر يومًا من الأيام أو ساعة من الساعات أن يبتعد عنها.
فيجدها في كل الظروف تردد كلمات الحب "لا أحبك لأنك مصدر سعادتي، وإنما أحب سعادتي لأنك مصدرها") [حتى يبقى الحب، محمد محمد بدري، ص(193)].
إن تفهم حاجات الرجل العاطفية تجعل من السهل جدًا على المرأة استيعاب قلب الرجل، وتصبح في نظره الحب الأول والأخير، فتجد بعض الزوجات تشتكي من زوجها، أنه أصبح بارد المشاعر، يصيبه الملل عندما يجلس في البيت، سريع الانفعال لأتفه الأشياء، وهكذا تجد الزوجة في حيرة من أمرها، كيف تتصرف مع حبيب العمر؟
ويتضح ذلك من خلال إدراك الزوجة جيدًا للحاجات الأولية لدى الزوج، وتكون على علم كامل بصادر عدم الرضا لديه، وكيف تجعل زوجها سعيدًا؟
الحاجات العاطفية للزوج:
1. الثقة:
إن الثقة بمثابة البنيان المرصوص للحياة الزوجية، فهي الدعامة الأساسية للبيت السعيد، والرصيد الأبدي الذي على أساسه يكون الحب المتبادل بين الزوجين، (فمن المهم جدًا أن تعمل الزوجة على تعزيز إيمان زوجها بقدراته الخاصة، لئلا يفقد هذا الإيمان!!
فتكرر الزوجة على مسامع زوجها عبارات من مثل:
ـ أنا أعلم أنك قادر على فعل ذلك.
ـ ثقتي بك كبيرة جدًا.
ـ أنا أثق بقدرتك، فأنت طالما اجتزت مثل ذلك بنجاح.
ـ أنا أعلم أنك قادر على اجتياز ما هو أصعب من ذلك.
ـ كل شيء سيسير نحو الأفضل) [حتى يبقى الحب، محمد محمد بدري، ص(194)].
قصة تدل على الثقة الكبيرة:
(عمل ميكانيكي شاب في أواخر القرن التاسع عشر في شركة الكهرباء في ديترويت، كان يتقاضى أحد عشر دولارًا في أسبوع، في مقابل العمل لمدة إحدى عشرة ساعة يوميًا.
وكان كلما عاد في المساء إلى المنزل، يذهب إلى حجرته الخشبية الخاصة خلف المنزل، لقد اتخذ تلك الحجرة ورشة صغيرة له، فقد كان يحلم دومًا بتصميم آلة حديثة الطراز، غالبًا ما كان يقضي نصف الليل في ورشته، أما أبواه فقد كانا من خيرة الناس، وكانا يتقاضيان المال من عملهما في مزرعة، أما ما كان يفعله ابنهما كل مساء، فقد كان بالنسبة لهما هدرًا بلا جدوى، حتى إن الجيران كانوا يهزون رءوسهم له باستمرار ويسخرون منه، لم يكن أحد ليصدق أن تسليته هذه ستؤدي إلى شيء عظيم، أما زوجته فهي الوحيدة التي كانت تؤمن بقدرته فعلًا حتى إنها غالبًا ما كانت تساعده في تجاربه حتى ساعات متأخرة من الليل، بل غالبًا ما كانت تقضي ليالي الشتاء الطويلة، حاملة مصباح الزيت بيدها، لكي يتسنى له الرؤية أثناء عمله، لم يكن أحد ليثنيها عن الوقوف إلى جانب زوجها، بالرغم من البرد القارص، لقد كانت مقتنعة أن آلته هذه ستعمل حتمًا، ولذا فقد أطلق على زوجته لقب "المتيقنة".
وأخيرًا، وبعد ثلاث سنوات من الكفاح المتواصل، عملت هذه الآلة العجيبة فعلًا.
وفي يوم صيف جميل، وقبل أن يبلغ الثلاثين من عمره، فتح أبواب كوخه، وفجأة خرجت من الكوخ عربة ذات أربع دواليب تسير بمحرك ودون أحصنة؟
لقد نجح هنري فورد وزوجته في هذا الاختراع، الذي بدأ معه عهد جديد للإنسانية، لقد ظل هنري فورد حتى سنين عمره الأخيرة يتحدث عن زوجته عن تلك المتيقنة كما كان يسميها بمنتهى الفخر والحب والتقدير) [بلوغ النجاح في الحياة الزوجية، كلاوديا إنكلمان، ص(281)].
2. التقبل:
فالزوج يحتاج أن تقبله زوجته كما هو، فتمنحه شعورها بالحب، أيضًا هناك شيء يغفل عنه بعض الزوجات، أن الزوج حينما يواجهه أمر من الأمور يدخل إلى كهفه ليفكر في حل لمشكلته، ويظهر ذلك عليه من خلال الإقلال من الكلام، السراحان، التفكير المستمر، وهنا يأتي دور الزوجة في دعم زوجها، في عدم التدخل لمعرفة ذلك، كقولها: هل عندك مشكلة تريد حلًا لها؟، ولابد أن تترك زوجها ليجد الحل بنفسه لأنه ليس صغيرًا ليعجز عن إيجاد حلًا لمشكلته.
ويظهر الخطأ حينما تبدأ الزوجة في الشعور أن زوجها يتجاهلها، بينما هو منشغل في حل المشكلة (فالزوج يفكر في صمت, بينما الزوجة تتكلم كثيرًا, تبدأ هي في الشعور ـ خطأ ـ أنه يتجاهلها, بينما الحقيقة أنها تجهل الفرق بين الرجل والمرأة عن مواجهة التحديات والمشكلات.
وبالطبع لا يعتمد حل هذه المشكلة على مدى الحب بينهما لبعضهما, ولكن على مدى فهمها للجنس الآخر...كيف؟
إن الرجل حين يتضايق لا يتكلم أبدًا عما يضايقه, وهو لا يُحدِّث أحدًا عنها إلا إذا كان يرى أنه يمكن مساعدته في الحل.
ومن ثم فالرجل يواجه المشكلات بصمت, يحاول خلالها التفكير, وتقليب المشكلة ليجد لها حلًا؟ فإذا وجد الحل شعر بالتحسن, وخرج عن سكونه وصمته (كهفه), وإذا لم يجد حلًا فإنه يقوم بشيء لينسى مشكلاته, مثل قراءة الأخبار أو ممارسة هواية, وبتجريد عقله من مشكلات يومه, يستطيع تدريجيًا أن يسترخي). [الرجال من المريخ النساء من الزهرة, د/ جون جراي, ص(43)، بتصرف].
فالزوج حين يبدأ في التفكير في حل المشكلة التي تواجهه، يصبح ما يغلب على عقله هو التفكير في إيجاد حل للمشكلة، أما علاقته مع زوجته فتستحوز على شيء قليل من عقله، ويتغير الحال حينما يجد الزوج حلًا لمشكلته (فيشعر فجأة بالتحسن ويخرج عن عزلته (كهفه) ليكون طرفًا في علاقة زوجية طيبة.
ولكن إذا لم يكن قادرًا على العثور على حل لمشكلته, فإنه يبقى في كهفه, وليتحرر من هذه العزلة, فإنه يُجر إلى حل مشكلات صغيرة، مثل قراءة الأخبار, مشاهدة التلفاز, أو ممارسة هوايته المفضَّلة, وأي نشاط يتطلب 5% من عقله يمكن أن يعينه على نسيان مشكلاته, ليصبح متحررًا، ثم يخرج من كهفه ليعيد توجيه تركيزه لمشكلته بنجاح أعظم). [الرجال من المريخ النساء من الزهرة, د/ جون جراي, ص(47)، بتصرف].
ومن مظاهر تقبل الزوجة لزوجها، هو عدم انتقاده، كذلك عدم التجسس عليه، عدم إرهاقه بتعليمات وإرشادات، لا تقارنيه بغيره.
من الممكن أن يخطئ فلا يكون الجواب، "لقد عرفت أن ذلك سيحصل".
فإن الزوج حين يشعر أنه مقبول من جانب زوجته، فهذا يعني أنه موثوق به وهذه الثقة الكبيرة تعني الزوج: الإيمان بأنه يعطي أقصى مجهود، وهو لا يريد إلا الخير لشريكة حياته، فحينما يكتشف الزوج هذا القبول من زوجته وإيمانها بقدراته، تكون حاجات الحب الأولية لديه قد أُشبعن، وعلى إثر هذا يضع الزوج زوجته في عينيه، فيراعي مشاعرها وحاجاتها.
3. الإعجاب:
(ربما يحظى الرجل بإعجاب كل الناس، ولكن إذا افتقد إعجاب رفيق حياته فإنه يفقد إعجابه بنفسه.
إنه لا يشعر بقيمته الحقيقية إلا من خلال إعجاب رفيقته، زوجته، حبيبته، وهو لا يهمه إعجاب أحد إلا إعجاب هذه الرفيقة الحبيبة.
إنها هي فقط من يهمه أن يُظهر لها جماله وقوته وإبداعه وتفوقه ونجاحه، ومن ثم وجب على الزوجة أن تُعبر عن إعجابها، وأن يبدو ذلك في كلماتها، بل وفي عينيها وسلوكها.
إن كل إنسان له قدرات ومواهب، كل إنسان له مناطق جميلة داخله وخارجه ونحن نرى الإنسان بطريقة كلية شاملة، نراه كإنسان ونعجب به ونحبه، نقترب منه فنعرفه أكثر، ونطلع أكثر على مناطق جماله.
والحبيب الزوج هو في أقرب موقع من زوجته، ولذا فهو أحق من يسمع منها كلمة إعجاب تعبر عن رضاها وسعادتها، لأنه معها تؤكد له أنها إن دارت على الدنيا كلها لن تجد مثله فضلًا عن أن تجد أروع) [متاعب الزواج، د.عادل صادق، ص(282-284)، بتصرف].
ماذا بعد الكلام؟
ـ تقبلي زوجك أيتها الحبيبة، شجعيه ببعض الكلمات التي بها تملكي قلبه، مثل: على ثقة في قدراتك، أنت حققت الصعب من قبل فبإمكانك تحقيق المستحيل.
ـ عندما يكون زوجك مشغول بأمر، تفهمي ما سيترتب عن ذلك من قلة كلامه معكِ، فكوني داعمة له من خلال سؤاله هل يريد شيئًا؟ وهكذا.
==========
المصادر:
· متاعب الزواج، د.عادل صادق.
· الرجال من المريخ النساء من الزهرة, د/ جون غراي.
· حتى يبقى الحب، محمد محمد بدري.
· بلوغ النجاح في الحياة الزوجية، كلاوديا إنكلمان.
===========
مفكرة الإسلام
"قلب الرجل"، كلمة كثيرة ما تتداول على ألسنة الزوجات، فكل زوجة تريد أن تكون أكثر إنسان يحبه على هذه الكرة الأرضية، فلقد وضع الله في قلب الزوجين بذرة المودة والرحمة والتي بها تكون الزوجة (هي سكن الزوج وسنده، تعيش همَّه وتحفظ سره، وتهتم بما يحمل بين جنبيه من نفس، وليس بما يحمل بين يديه من نفيس.
ويصبح الزوج كلما غاص في همومه، وجد يدها الحانية المحبة التي يعرفها ويشتاق إليها، بل يطير إليها شوقًا، لأنه لا يقدر يومًا من الأيام أو ساعة من الساعات أن يبتعد عنها.
فيجدها في كل الظروف تردد كلمات الحب "لا أحبك لأنك مصدر سعادتي، وإنما أحب سعادتي لأنك مصدرها") [حتى يبقى الحب، محمد محمد بدري، ص(193)].
إن تفهم حاجات الرجل العاطفية تجعل من السهل جدًا على المرأة استيعاب قلب الرجل، وتصبح في نظره الحب الأول والأخير، فتجد بعض الزوجات تشتكي من زوجها، أنه أصبح بارد المشاعر، يصيبه الملل عندما يجلس في البيت، سريع الانفعال لأتفه الأشياء، وهكذا تجد الزوجة في حيرة من أمرها، كيف تتصرف مع حبيب العمر؟
ويتضح ذلك من خلال إدراك الزوجة جيدًا للحاجات الأولية لدى الزوج، وتكون على علم كامل بصادر عدم الرضا لديه، وكيف تجعل زوجها سعيدًا؟
الحاجات العاطفية للزوج:
1. الثقة:
إن الثقة بمثابة البنيان المرصوص للحياة الزوجية، فهي الدعامة الأساسية للبيت السعيد، والرصيد الأبدي الذي على أساسه يكون الحب المتبادل بين الزوجين، (فمن المهم جدًا أن تعمل الزوجة على تعزيز إيمان زوجها بقدراته الخاصة، لئلا يفقد هذا الإيمان!!
فتكرر الزوجة على مسامع زوجها عبارات من مثل:
ـ أنا أعلم أنك قادر على فعل ذلك.
ـ ثقتي بك كبيرة جدًا.
ـ أنا أثق بقدرتك، فأنت طالما اجتزت مثل ذلك بنجاح.
ـ أنا أعلم أنك قادر على اجتياز ما هو أصعب من ذلك.
ـ كل شيء سيسير نحو الأفضل) [حتى يبقى الحب، محمد محمد بدري، ص(194)].
قصة تدل على الثقة الكبيرة:
(عمل ميكانيكي شاب في أواخر القرن التاسع عشر في شركة الكهرباء في ديترويت، كان يتقاضى أحد عشر دولارًا في أسبوع، في مقابل العمل لمدة إحدى عشرة ساعة يوميًا.
وكان كلما عاد في المساء إلى المنزل، يذهب إلى حجرته الخشبية الخاصة خلف المنزل، لقد اتخذ تلك الحجرة ورشة صغيرة له، فقد كان يحلم دومًا بتصميم آلة حديثة الطراز، غالبًا ما كان يقضي نصف الليل في ورشته، أما أبواه فقد كانا من خيرة الناس، وكانا يتقاضيان المال من عملهما في مزرعة، أما ما كان يفعله ابنهما كل مساء، فقد كان بالنسبة لهما هدرًا بلا جدوى، حتى إن الجيران كانوا يهزون رءوسهم له باستمرار ويسخرون منه، لم يكن أحد ليصدق أن تسليته هذه ستؤدي إلى شيء عظيم، أما زوجته فهي الوحيدة التي كانت تؤمن بقدرته فعلًا حتى إنها غالبًا ما كانت تساعده في تجاربه حتى ساعات متأخرة من الليل، بل غالبًا ما كانت تقضي ليالي الشتاء الطويلة، حاملة مصباح الزيت بيدها، لكي يتسنى له الرؤية أثناء عمله، لم يكن أحد ليثنيها عن الوقوف إلى جانب زوجها، بالرغم من البرد القارص، لقد كانت مقتنعة أن آلته هذه ستعمل حتمًا، ولذا فقد أطلق على زوجته لقب "المتيقنة".
وأخيرًا، وبعد ثلاث سنوات من الكفاح المتواصل، عملت هذه الآلة العجيبة فعلًا.
وفي يوم صيف جميل، وقبل أن يبلغ الثلاثين من عمره، فتح أبواب كوخه، وفجأة خرجت من الكوخ عربة ذات أربع دواليب تسير بمحرك ودون أحصنة؟
لقد نجح هنري فورد وزوجته في هذا الاختراع، الذي بدأ معه عهد جديد للإنسانية، لقد ظل هنري فورد حتى سنين عمره الأخيرة يتحدث عن زوجته عن تلك المتيقنة كما كان يسميها بمنتهى الفخر والحب والتقدير) [بلوغ النجاح في الحياة الزوجية، كلاوديا إنكلمان، ص(281)].
2. التقبل:
فالزوج يحتاج أن تقبله زوجته كما هو، فتمنحه شعورها بالحب، أيضًا هناك شيء يغفل عنه بعض الزوجات، أن الزوج حينما يواجهه أمر من الأمور يدخل إلى كهفه ليفكر في حل لمشكلته، ويظهر ذلك عليه من خلال الإقلال من الكلام، السراحان، التفكير المستمر، وهنا يأتي دور الزوجة في دعم زوجها، في عدم التدخل لمعرفة ذلك، كقولها: هل عندك مشكلة تريد حلًا لها؟، ولابد أن تترك زوجها ليجد الحل بنفسه لأنه ليس صغيرًا ليعجز عن إيجاد حلًا لمشكلته.
ويظهر الخطأ حينما تبدأ الزوجة في الشعور أن زوجها يتجاهلها، بينما هو منشغل في حل المشكلة (فالزوج يفكر في صمت, بينما الزوجة تتكلم كثيرًا, تبدأ هي في الشعور ـ خطأ ـ أنه يتجاهلها, بينما الحقيقة أنها تجهل الفرق بين الرجل والمرأة عن مواجهة التحديات والمشكلات.
وبالطبع لا يعتمد حل هذه المشكلة على مدى الحب بينهما لبعضهما, ولكن على مدى فهمها للجنس الآخر...كيف؟
إن الرجل حين يتضايق لا يتكلم أبدًا عما يضايقه, وهو لا يُحدِّث أحدًا عنها إلا إذا كان يرى أنه يمكن مساعدته في الحل.
ومن ثم فالرجل يواجه المشكلات بصمت, يحاول خلالها التفكير, وتقليب المشكلة ليجد لها حلًا؟ فإذا وجد الحل شعر بالتحسن, وخرج عن سكونه وصمته (كهفه), وإذا لم يجد حلًا فإنه يقوم بشيء لينسى مشكلاته, مثل قراءة الأخبار أو ممارسة هواية, وبتجريد عقله من مشكلات يومه, يستطيع تدريجيًا أن يسترخي). [الرجال من المريخ النساء من الزهرة, د/ جون جراي, ص(43)، بتصرف].
فالزوج حين يبدأ في التفكير في حل المشكلة التي تواجهه، يصبح ما يغلب على عقله هو التفكير في إيجاد حل للمشكلة، أما علاقته مع زوجته فتستحوز على شيء قليل من عقله، ويتغير الحال حينما يجد الزوج حلًا لمشكلته (فيشعر فجأة بالتحسن ويخرج عن عزلته (كهفه) ليكون طرفًا في علاقة زوجية طيبة.
ولكن إذا لم يكن قادرًا على العثور على حل لمشكلته, فإنه يبقى في كهفه, وليتحرر من هذه العزلة, فإنه يُجر إلى حل مشكلات صغيرة، مثل قراءة الأخبار, مشاهدة التلفاز, أو ممارسة هوايته المفضَّلة, وأي نشاط يتطلب 5% من عقله يمكن أن يعينه على نسيان مشكلاته, ليصبح متحررًا، ثم يخرج من كهفه ليعيد توجيه تركيزه لمشكلته بنجاح أعظم). [الرجال من المريخ النساء من الزهرة, د/ جون جراي, ص(47)، بتصرف].
ومن مظاهر تقبل الزوجة لزوجها، هو عدم انتقاده، كذلك عدم التجسس عليه، عدم إرهاقه بتعليمات وإرشادات، لا تقارنيه بغيره.
من الممكن أن يخطئ فلا يكون الجواب، "لقد عرفت أن ذلك سيحصل".
فإن الزوج حين يشعر أنه مقبول من جانب زوجته، فهذا يعني أنه موثوق به وهذه الثقة الكبيرة تعني الزوج: الإيمان بأنه يعطي أقصى مجهود، وهو لا يريد إلا الخير لشريكة حياته، فحينما يكتشف الزوج هذا القبول من زوجته وإيمانها بقدراته، تكون حاجات الحب الأولية لديه قد أُشبعن، وعلى إثر هذا يضع الزوج زوجته في عينيه، فيراعي مشاعرها وحاجاتها.
3. الإعجاب:
(ربما يحظى الرجل بإعجاب كل الناس، ولكن إذا افتقد إعجاب رفيق حياته فإنه يفقد إعجابه بنفسه.
إنه لا يشعر بقيمته الحقيقية إلا من خلال إعجاب رفيقته، زوجته، حبيبته، وهو لا يهمه إعجاب أحد إلا إعجاب هذه الرفيقة الحبيبة.
إنها هي فقط من يهمه أن يُظهر لها جماله وقوته وإبداعه وتفوقه ونجاحه، ومن ثم وجب على الزوجة أن تُعبر عن إعجابها، وأن يبدو ذلك في كلماتها، بل وفي عينيها وسلوكها.
إن كل إنسان له قدرات ومواهب، كل إنسان له مناطق جميلة داخله وخارجه ونحن نرى الإنسان بطريقة كلية شاملة، نراه كإنسان ونعجب به ونحبه، نقترب منه فنعرفه أكثر، ونطلع أكثر على مناطق جماله.
والحبيب الزوج هو في أقرب موقع من زوجته، ولذا فهو أحق من يسمع منها كلمة إعجاب تعبر عن رضاها وسعادتها، لأنه معها تؤكد له أنها إن دارت على الدنيا كلها لن تجد مثله فضلًا عن أن تجد أروع) [متاعب الزواج، د.عادل صادق، ص(282-284)، بتصرف].
ماذا بعد الكلام؟
ـ تقبلي زوجك أيتها الحبيبة، شجعيه ببعض الكلمات التي بها تملكي قلبه، مثل: على ثقة في قدراتك، أنت حققت الصعب من قبل فبإمكانك تحقيق المستحيل.
ـ عندما يكون زوجك مشغول بأمر، تفهمي ما سيترتب عن ذلك من قلة كلامه معكِ، فكوني داعمة له من خلال سؤاله هل يريد شيئًا؟ وهكذا.
==========
المصادر:
· متاعب الزواج، د.عادل صادق.
· الرجال من المريخ النساء من الزهرة, د/ جون غراي.
· حتى يبقى الحب، محمد محمد بدري.
· بلوغ النجاح في الحياة الزوجية، كلاوديا إنكلمان.
===========
مفكرة الإسلام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى