رؤية الله عز وجل
صفحة 1 من اصل 1
رؤية الله عز وجل
بسم الله الرحمن الرحيم
رؤية الله عز وجل
الحمد لله وكفى, وصلاةً وسلاماً على عباده الذين أصطفى, لاسيما عبده المصطفى ,وعلى آله وصحبه المستحقين الشرفا, اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد:-
فهذه كلمات مختصرات- عن رؤية العباد لرب البريات- موجزة العبارة, لطيفة الإشارة, مزودة بالأدلة, من الكتاب والسنة, وأثار سلف الأمة, فاظفر بها وبمعينها, فيا آيها الناظر فيها , المتأمل معانيها , لك غنمها , وعلىِّ غرمها , فإن كان من توفيق فمن الله وحده, وإن كانت الأخرى - فلا أعدم منك تعليق أو نصيحة- فمنى ومن الشيطان ومن الله الغفران , والله المستعان.
ـ ـ ـ
ـ ـ
ـ
:: المبحث الاول ::
بيان فضل رؤية الله تعالى وأنها أعظم نعيم الجنة فى الاخرة
اعلم- أخى الكريم - أن رؤية الله تعالى هى اعظم نعيم الاخرة- امتعنا الله بها- كما فى حديث مسلم عن صهيب رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم قال [ إذا دخل أهل الجنه الجنه يقول الله تبارك وتعالى : تريدون شيئاً أزيدكم فيقولون ألم تبيض وجوهنا , ألم تدخلنا الجنه وتنجينا من النار , فيكشف الحجاب فما أُعطوا شيئاَ أحب إليهم من النظر الى ربهم, ثم تلا هذه الاية ( الذين أحسنوا الحسنى وزيادة)]..
ولذا كان النبى صلى الله عليه وسلم يدعوا ربه فى حديث عمار بن ياسر رضى الله عنه عند احمد فى مسنده (4/264)وصححه الالبانى فى صحيح الجامع ان النبى كان يدعو فى صلاته فيقول (...وأسالك لذة النظر إلى وجهك الكريم وأسألك الشوق إلى لقائك....) فالرسول صلى الله عليه وسلم يدعو ربه أن يعطيه هذه اللذه وذاك النعيم العظيم لما لا !! والنبى صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بهذا الفضل, وبهذه اللذه, ولذا يقول ابن القيم:[ إذا عرف هذا , فأعظم نعيم الاخرة ولذاتها هو النظر الى وجه الرب جل جلاله , وسماع كلامه منه , والقرب منه كما ثبت فى الصحيح فى حديث الرؤيه ] ا.هـ الداء والدواءصـ283-284
ويقول أيضاَ ـ رحمه الله ـ :[ فأطيب ما فى الدنيا معرفته ومحبته, وألذ ما فى الأخرة رؤيته ومشاهدته] ا.هـ الداء والدواءصـ284
ويقول الله تعالى [ للذين أحسنو الحسنى وزيادة] ,وانظر وأمعن النظر- أخى الكريم- فى كلمة [ زيادة ] , لتشعر بهذا الفضل العظيم أى: للذين أحسنوا " الجنه " وما فيها من نعيم مقيم وأفضل من ذلك " النظر " إليه سبحانه كما فسرها السلف ـ رضى الله عنهم ـ .
:: المبحث الثانى ::
الفصل الاول
[ فرق مهم ]
أخى - وفقك الله - عليك أن تعلم الفرق المهم , والإختلاف الجم, بين [ الرؤية و الادراك ] .
أولا :ـ [ الرؤية ] :ـ
1ـ من الفعل ( رأى ) وهى النظر إلى الشئ المرئى بالعين وهذا معنى بسيط .
2ـ حكمها جائزة من العباد لله تعالى فى الأخرة فهم سيرون ربهم فى الأخرة عياناً كما هو معتقد أهل السنة و الجماعة
للأدلة النقلية التى ستأتى لاحقاً ـ إن شاء الله تعالى ـ
ثانياً:ـ [ الإدراك ] :ـ
1 ـ من الفعل ( أدرك - يدرك - إدراك) وهى غير جائزة ولا مستطاعة من من العباد فى حق الله تعالى بل العكس هوالصحيح فهو الذى يحيط بكل شئ علماً ولا يحيطون به علماًـ سبحانه ـ
ا- [ لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ] الأنعام أية 103
ب-[ ولقد أوحينا إلى موسى أن اسر بعبادى فأضرب لهم طريقاً فى البحر يبساً لا تخاف دركاً ولا تخشى ] طه أية 77 ..
أخبر الله - تعالى- أنه لا يخاف درك آل فرعون لموسى ومن معه لأنها غير ممكنة من العباد فيما بينهم فضلاً عن ربنا ـ سبحانه ـ كما بينا فهم ضعفاء مخلوقين , فالله سبحانه يرى ويدرك الأشياء, ويُرىَ ولايُدرك , ولا يحاط به.
جـ- [ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشىء من علمه إلا بما شاء ] البقرة أية 255
2 ـ هى المعرفة والإحاطة بالشئ وهو قدر زائد عن الرؤية البصرية .... والدليل :-
1- [ فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنَّا لمدركون ( 61) قال كلا ..] الشعراء أية 62:61 , فهنا نفى موسى عليه السلام الإدراك ولم ينفى الرؤية .
2- [ لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ] الأنعام أية 103 , فهو- سبحانه - يدرك بعلمه العظيم المطلق الكامل كل شئ ولا تدركه أبصار خلقه .
ثالثاً:- فوائد وتتنبيهات
1- فائدة : يقول ابن القيم [ فالرؤيه والإدراك كل منهما يوجد مع الأخرين وبدونه فالرب سبحانه يرى ويدرك كما يعلم ولا يُحاط به ] أ.هـ صـــ 215 حادى الأرواح .
2- فائدة : [ وليس تشبيه رؤية الله - تعالى - برؤية الشمس والقمر تشبيهاً لله , بل تشبيه الرؤية بالرؤية لا تشبيه المرئى بالمرئى ] أ. هـ الثمرات صـ 78 .
3- فائدة : [ روى عن ابن عباس أنه قيل له فى ذلك فقال للسائل : أفترى السماء ؟ قال: نعم... قال أفتدركها ... قال: لا.. قال الله أعظم وأجل ] ا.هـ الثمرات صــ 78 .
الفصل الثانى
[ رؤية العباد لله ـ عزوجل ـ ]
أولاً - رؤية العباد لله فى الأخرة :-
أ- المؤمنين :-
سيرون ربهم - سبحانه - يوم القيامه عياناً
الأدلة :-
القرآن الكريم
1-[ وجوه يومئذِ ناضرة , إلى ربها ناظرة ] القيامة آية 23:22
2-[ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ] 26 , و" الحسنى " هى الجنة , و" الزيادة " هى النظر إلى وجه الله تعالى كما فسرها السلف , منهم سعيد بن المسيب والحسن البصرى وعكرمه ومجاهد وقتاده والسدى والضحاك وكعب .. من حادى الارواح صـ 246:245 .
3-[ إنهم عن ربهم يومئذ لمحجبون ] المطففين آية 15, فاذا حجب المؤمنين عن ربهم فأى فضل لهم عن الكفار .
4-[ وأتقوا الله وأعلموا انكم ملاقوه ] البقرة آية 223 ,[ تحيتهم يوم يلقونه سلام ] الأحزاب آية 44.
وقد أجمع أهل اللغة عن أن اللقاء معنى نُسب إلى الحى السليم من العمى والمانع , أقتضى المعاينه والرؤية ( من حادى الارواح صـ211 )
ومن السنه الشريفة :
1- عن أبى هريرة رضى الله عنه أن أناساَ قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم [ هل تضارون فى رؤية القمر ليلة البدر ؟ ] قالوا : لا يا رسول الله , قال [ هل تضارون فى رؤية الشمس ليس دونها سحاب ؟] قالوا : لا , قال [ فإنكم ترونه كذلك ..... ] رواه البخارى ومسلم
2- عن جرير بن عبد الله رضى الله عنه قال ( كنا جلوساً مع النبى - صلى الله عليه وسلم - فنظر إلى القمر ليلة أربع عشر فقال [ إنكم سترون ربكم عياناً , كما ترون هذا لا تضامون فى رؤيته , فإن أستطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس , وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا ...] البخارى ومسلم .
3- وفى حديث الشفاعه المشهور.. قال صلى الله عليه وسلم [ فيأتونى فأستأذن على ربى فيأذن لى فإذا أنا رأيته فأقع له ساجداً..] البخارى ومسلم .
4-عن صهيب رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ إذا دخل أهل الجنه يقول الله عزوجل : تريدون شيئاً أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنه وتنجنا من النار ؟ قال : فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم ] ثم تلا هذه الآية " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " يونس26 ] رواه مسلم .
5-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( جنتان من فضة آتيتهما وما فيهما , وجنتان من ذهب آتيتهما وما فيهما , وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه فى جنة عدن )البخارى ومسلم واحمد .
الإجماع :
أجمع أهل السنة على أن المؤمنين سيرون ربهم يوم القيامة ( فقه الخلاف صــ30)
وأخيراً : ًأثار السلف والخلف :
لعدم الإطالة أنظر :-
- متن العقيده الطحاويه صـ8-7
- نونية القحطانى صــــ18 وصـــ74
- متن لمعة الأعتقاد صـــ74-72
- إعلام السنه المنشورة صـ76-77
- نونية ابن القيم
ب- الكفار والمنافقين :-
أختلف العلماء فى رؤية الكفار والمنافقين لربهم تعالى يوم القيامة مع خلاف سائغ على ثلاث أقوال :-
الأول : أن الرؤية خاصة بالمؤمنين وهو الذى عليه الجمهور كما نقله النووى فى شرح مسلم عن أهل السنه وأن الكفار والمنافقين لا يرونه لقوله تعالى [ كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجبون ] المطففين 15
الثانى : أن اهل الموقف يرونه ثم يحجب عن الكفار .
الثالث: أن المؤمنين والمنافقين يرونه ثم يحجب عن المنافقين
الراجح :-
وهو قول ابن تيمية وابن القيم ( حادى الارواح صــ211 وصـــ252 ) أن كل أهل الموقف يرونه ثم يحجب عن الكفار والمنافقين
الأدلة :-
1- حديث مسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال [ يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة الحديث وفيه... قال : فوالذى نفسى بيده لا تضارون فى رؤية ربكم إلا كما تضارون فى رؤية أحدهما فيلقى العبد : فيقول أى فلان الم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والأبل وأذرك ترأس وتربح فيقول بلى فيقول أوظننت أنك ملاقى ؟ فيقول لا , فيقول فإنى أنساك كما نسيتنى ...] الحديث
2-( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجبون ) المطففين 15
أى الكفار والمنافقين يرونه ثم يحجب ورؤيتهم أول مرة ليست رؤية تكريم , بل ليوقنوا بلقائه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين وهذا من أشد أنواع العذاب المعنوى النفسى .
ثانياً : [ رؤية العباد لله فى الدنيا ] :
أ-نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
! - رؤية العين :-
1- حكى الدارمى إجماع الصحابة على أنه صلى الله عليه وسلم لم يرى ربه عز وجل.
2-أستثنى بعضهم ابن عباس حيث قال [ رأى محمد ربه ] وذُكر هذا الرأى عن الإمام أحمد أيضاً .
الراجح :- أن النبى صلى الله عليه وسلم لم ير ربه فى الدنيا للأدلة الأتيه :
1- سئل فى الحديث هل رأيت ربك ؟ قال [ نور أنَّى أراه ] مسلم والترمذى بلفظ [ نوراً أنى أراه ] .
2- سئل فى الحديث : هل رأيت ربك ؟ قال [ رأيت نوراً ] رواه مسلم عن أبى ذر وهو النور المفسر فى الحديث الأخر الذى رواه مسلم أيضاً :[ حجابه النور ] .
أى حال دون رؤية الله تعالى نور فأنَّى أراه .
3- مجمل كلام ابن عباس عن الرؤية هى رؤية الفؤاد فهو لم يقل بعينيه بل الألفاظ الوارده عنه مطلقه مثل : [ رأه محمد ] و [ رأى محمد ربه ] أو مقيدة بالفؤاد مثل [ رأى محمد ربه بفؤاده مرتين ] وكذلك الإمام أحمد رحمه الله .
4- أن القراءن لم يصرح بذلك بل بين رؤيته صلى الله عليه وسلم لأيات ربه ولو كان رأى ربه سبحانه لكان ذلك أولى بالذكر والله اعلم كما فى الأيات :-
-[ سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع العليم ] الإسراء 1
-[ أفتمارونه على ما يرى ] النجم 12
-[ لقد رأى من آيات ربه الكبرى ] النجم 18
-[ وما جعلنا الرؤيا التى أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة فى القراءن ] الإسراء60 , عن ابن عباس فى تفسير هذه الآية قال [ هى رؤية عين أُُريها الرسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به ) كما عند البخارى (8/398) التفسير .
فائدة مهمة : صحف بعضهم هذا الحديث [ نور انى أراه ] إلى [ نور إنىّ اراه ] على أنها ياء نسب وهذا خطأ لفظاَ ومعنى مما جعل بعضهم يرده بإضطراب لفظه.
فائدة مهمة : انكرت عائشه رضى الله عنها الرؤية واثبتها ابن عباس رضى الله عنه كما فى الاحاديث الصحيحه ويمكن الجمع بينهما ان عائشه انكرت رؤيه العين وابن عباس اثبت رؤيه الفؤاد
ب-[ البشر ] سوى النبى صلى الله عليه وسلم :-
1-الانبياء والرسل : لم ير نبى أو رسول ربه عز وجل فى الدنيا كما فى الايات [ قال ربى أرنى أنظر إليك قال لن ترآنى ولكن أنظر إلى الجبل فإن أستقرمكانه فسوف ترانى..] الايات فى صورة الأعراف 143
2- سوى( الانبياء والرسل) من البشر:-
لم ولن ير أحدٌ ربه عزوجل فى الدنيا .
* الدليل :-
-الحديث [ وأعلموا أن أحداً منكم لن يرى ربه حتى يموت ] مسلم , الترمذى .
- هذا رداً على من يقول أنه يرى ربه بأبصارهم فى الدنيا من جهله وغلاة المتصوفة الذى يزعمون انه يحصل لهم بغير سؤال ما حصل لموسى بالسؤال وهو ضال مبتدع مخالف للكتاب والسنه كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى مجموع الفتاوى (6/512) .
فائدة: قال ابن تيمية فى- مجموع الفتاوى- ( وإنما لم نره فى الدنيا لعجز أبصارنا, لا لإمتناع الرؤيا فهذه الشمس إذا حدق الرائى البصر فى شعاعها, ضعف عن رؤيتها لا لإمتناع فى ذات المرئى , بل لعجز الرائى فإذا كان فى الدار الاخرة, أكمل الله قوى الادميين حتى أطاقهم رؤيته, ولهذا لما تجلى الله للجبل خر موسى صعقا, قال سبحانك تبت اليك وانا اول المؤمنين بانه لايراك حيا الا مات , ولايابس الا تدهده , ولهذا كان البشر يعجزون عن رؤيه الملك فى صورته الا من ايده الله كما ايد نبينا صلى الله عليه وعلى اله وسلم )أهـ نقلاً عن الثمرات الذكيه .
الفصل الثالث
الوسطيه بين الافراط والتفريط
أعلم- وفقك الله- ان الناس فى اثبات الرؤيه وعدمها طرفان ووسط ..
ا-الطرفان هم المنحرفون عن المعتقد الصحيح فى هذه المسئله :-
1- من يزعم انه يرى الله فى الدنيا ويحاضره, وهو قول جهلة الصوفيه وغلاتهم ,وهذا غير جائز لورود الدليل بمنعه كما فى الحديث [ وأعلموا أن أًحداً منكم لن يرى ربه حتى يموت ] رواه مسلم والترمذى .
2- من يزعم انه لا يُرى فى الاخرة البتة ولا يكلم عباده , وهو قول الجهميه والمعتزله , وهذا من أشد الضلال والانحراف لورود الادله الصحيحه بالرؤيه , قال الشيخ حافظ ال حكمى رحمه الله [ ومن رد ذلك فقد كذب بالكتاب وبما ارسل الله به رسله وكان من الذين قال الله فيهم [ كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون] ا.هـ من اعلام السنه المنشورة صـ76
ب- الوسط هم أهل السنة والجماعه الذين أثبتوها حسبما جائت به الادلة الصحيحه كما بينا .
يقول الشيخ حافظ ال حكمى رحمه الله [ وفى الباب أحاديث كثيرة صحيحة صريحه ذكرنا منها فى شرح (سلم الوصول) خمسة واربعين حديثا عن اكثر من ثلاثين صحابياَ ] ا.هـ اعلام السنه صـ76
قال ماهر فيتبين من هذا : خطأ انتشر بين بعض الناس أخذوه من بعض أئمة المساجد المشاهير من القرآء فيقول بعضهم في دعاء القنوت
يامن لاتراه العيون
وهذا بإطلاقه مذهب الجهمية والمعتزلة
بل ذلك مقيد بالدنيا كما جاء في صحيح مسلم وإنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا
وأما في الآخرة فيرى في موضعين كما تقدم يراه المؤمنون ويحجب عن الكفار والمنافقين والجهمية الذين كانوا ينكرون الرؤية
ولو قالوا يامن لاتراه في الحياة الدنيا العيون لكان صحيحا
والله أعلم والحمدلله رب العالمين
المراجع :-
1- القرآن الكريم
2- حادى الأرواح إلى بلاد الأفراح - الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى- تحقيق إيمن محمد عرفه - المكتبة التوفيقية .
3- الثمرات الذكيه فى العقائد السلفيه - الدكتور أحمد فريد حفظه الله تعالى - الدار السلفيه .
4- فقه الخلاف بين المسلمين - الدكتور ياسربرهامى حفظه الله تعالى -دار العقيدة - الطبعة الثانية 1421 هـ .
5- نونية القحطانى -ا لإمام القحطانى - مكتبة السنة- الطبعة الأولى 1423 هـ .
6- متن العقيدة الطحاوية -الامام الطحاوى دار الصحابة للتراث - الطبعة الأولى 1421 هـ .
7- الداء والدواء- ابن القيم رحمه الله- تحقيق خالد بن محمد بن عثمان -دار الصفا - الطبعة الاولى 1422 هـ
8- اعلام السنه المنشورة (200 سؤال وجواب فى العقيدة) -الشيخ حافظ بن حكمى رحمه الله- تحقيق ابو مالك محمد عبدالوهاب- دار البصيرة بالاسكندرية
يقول أبو عبدالله ماهر بن ظافر القحطاني
نظرت في هذا البحث المختصر فوافق الذي اعتقده فنقلته إلى مجلتنا العلمية معرفة السنن والآثار
من مجلة معرفة السنن والآثار
رؤية الله عز وجل
الحمد لله وكفى, وصلاةً وسلاماً على عباده الذين أصطفى, لاسيما عبده المصطفى ,وعلى آله وصحبه المستحقين الشرفا, اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد:-
فهذه كلمات مختصرات- عن رؤية العباد لرب البريات- موجزة العبارة, لطيفة الإشارة, مزودة بالأدلة, من الكتاب والسنة, وأثار سلف الأمة, فاظفر بها وبمعينها, فيا آيها الناظر فيها , المتأمل معانيها , لك غنمها , وعلىِّ غرمها , فإن كان من توفيق فمن الله وحده, وإن كانت الأخرى - فلا أعدم منك تعليق أو نصيحة- فمنى ومن الشيطان ومن الله الغفران , والله المستعان.
ـ ـ ـ
ـ ـ
ـ
:: المبحث الاول ::
بيان فضل رؤية الله تعالى وأنها أعظم نعيم الجنة فى الاخرة
اعلم- أخى الكريم - أن رؤية الله تعالى هى اعظم نعيم الاخرة- امتعنا الله بها- كما فى حديث مسلم عن صهيب رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم قال [ إذا دخل أهل الجنه الجنه يقول الله تبارك وتعالى : تريدون شيئاً أزيدكم فيقولون ألم تبيض وجوهنا , ألم تدخلنا الجنه وتنجينا من النار , فيكشف الحجاب فما أُعطوا شيئاَ أحب إليهم من النظر الى ربهم, ثم تلا هذه الاية ( الذين أحسنوا الحسنى وزيادة)]..
ولذا كان النبى صلى الله عليه وسلم يدعوا ربه فى حديث عمار بن ياسر رضى الله عنه عند احمد فى مسنده (4/264)وصححه الالبانى فى صحيح الجامع ان النبى كان يدعو فى صلاته فيقول (...وأسالك لذة النظر إلى وجهك الكريم وأسألك الشوق إلى لقائك....) فالرسول صلى الله عليه وسلم يدعو ربه أن يعطيه هذه اللذه وذاك النعيم العظيم لما لا !! والنبى صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بهذا الفضل, وبهذه اللذه, ولذا يقول ابن القيم:[ إذا عرف هذا , فأعظم نعيم الاخرة ولذاتها هو النظر الى وجه الرب جل جلاله , وسماع كلامه منه , والقرب منه كما ثبت فى الصحيح فى حديث الرؤيه ] ا.هـ الداء والدواءصـ283-284
ويقول أيضاَ ـ رحمه الله ـ :[ فأطيب ما فى الدنيا معرفته ومحبته, وألذ ما فى الأخرة رؤيته ومشاهدته] ا.هـ الداء والدواءصـ284
ويقول الله تعالى [ للذين أحسنو الحسنى وزيادة] ,وانظر وأمعن النظر- أخى الكريم- فى كلمة [ زيادة ] , لتشعر بهذا الفضل العظيم أى: للذين أحسنوا " الجنه " وما فيها من نعيم مقيم وأفضل من ذلك " النظر " إليه سبحانه كما فسرها السلف ـ رضى الله عنهم ـ .
:: المبحث الثانى ::
الفصل الاول
[ فرق مهم ]
أخى - وفقك الله - عليك أن تعلم الفرق المهم , والإختلاف الجم, بين [ الرؤية و الادراك ] .
أولا :ـ [ الرؤية ] :ـ
1ـ من الفعل ( رأى ) وهى النظر إلى الشئ المرئى بالعين وهذا معنى بسيط .
2ـ حكمها جائزة من العباد لله تعالى فى الأخرة فهم سيرون ربهم فى الأخرة عياناً كما هو معتقد أهل السنة و الجماعة
للأدلة النقلية التى ستأتى لاحقاً ـ إن شاء الله تعالى ـ
ثانياً:ـ [ الإدراك ] :ـ
1 ـ من الفعل ( أدرك - يدرك - إدراك) وهى غير جائزة ولا مستطاعة من من العباد فى حق الله تعالى بل العكس هوالصحيح فهو الذى يحيط بكل شئ علماً ولا يحيطون به علماًـ سبحانه ـ
ا- [ لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ] الأنعام أية 103
ب-[ ولقد أوحينا إلى موسى أن اسر بعبادى فأضرب لهم طريقاً فى البحر يبساً لا تخاف دركاً ولا تخشى ] طه أية 77 ..
أخبر الله - تعالى- أنه لا يخاف درك آل فرعون لموسى ومن معه لأنها غير ممكنة من العباد فيما بينهم فضلاً عن ربنا ـ سبحانه ـ كما بينا فهم ضعفاء مخلوقين , فالله سبحانه يرى ويدرك الأشياء, ويُرىَ ولايُدرك , ولا يحاط به.
جـ- [ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشىء من علمه إلا بما شاء ] البقرة أية 255
2 ـ هى المعرفة والإحاطة بالشئ وهو قدر زائد عن الرؤية البصرية .... والدليل :-
1- [ فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنَّا لمدركون ( 61) قال كلا ..] الشعراء أية 62:61 , فهنا نفى موسى عليه السلام الإدراك ولم ينفى الرؤية .
2- [ لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ] الأنعام أية 103 , فهو- سبحانه - يدرك بعلمه العظيم المطلق الكامل كل شئ ولا تدركه أبصار خلقه .
ثالثاً:- فوائد وتتنبيهات
1- فائدة : يقول ابن القيم [ فالرؤيه والإدراك كل منهما يوجد مع الأخرين وبدونه فالرب سبحانه يرى ويدرك كما يعلم ولا يُحاط به ] أ.هـ صـــ 215 حادى الأرواح .
2- فائدة : [ وليس تشبيه رؤية الله - تعالى - برؤية الشمس والقمر تشبيهاً لله , بل تشبيه الرؤية بالرؤية لا تشبيه المرئى بالمرئى ] أ. هـ الثمرات صـ 78 .
3- فائدة : [ روى عن ابن عباس أنه قيل له فى ذلك فقال للسائل : أفترى السماء ؟ قال: نعم... قال أفتدركها ... قال: لا.. قال الله أعظم وأجل ] ا.هـ الثمرات صــ 78 .
الفصل الثانى
[ رؤية العباد لله ـ عزوجل ـ ]
أولاً - رؤية العباد لله فى الأخرة :-
أ- المؤمنين :-
سيرون ربهم - سبحانه - يوم القيامه عياناً
الأدلة :-
القرآن الكريم
1-[ وجوه يومئذِ ناضرة , إلى ربها ناظرة ] القيامة آية 23:22
2-[ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ] 26 , و" الحسنى " هى الجنة , و" الزيادة " هى النظر إلى وجه الله تعالى كما فسرها السلف , منهم سعيد بن المسيب والحسن البصرى وعكرمه ومجاهد وقتاده والسدى والضحاك وكعب .. من حادى الارواح صـ 246:245 .
3-[ إنهم عن ربهم يومئذ لمحجبون ] المطففين آية 15, فاذا حجب المؤمنين عن ربهم فأى فضل لهم عن الكفار .
4-[ وأتقوا الله وأعلموا انكم ملاقوه ] البقرة آية 223 ,[ تحيتهم يوم يلقونه سلام ] الأحزاب آية 44.
وقد أجمع أهل اللغة عن أن اللقاء معنى نُسب إلى الحى السليم من العمى والمانع , أقتضى المعاينه والرؤية ( من حادى الارواح صـ211 )
ومن السنه الشريفة :
1- عن أبى هريرة رضى الله عنه أن أناساَ قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم [ هل تضارون فى رؤية القمر ليلة البدر ؟ ] قالوا : لا يا رسول الله , قال [ هل تضارون فى رؤية الشمس ليس دونها سحاب ؟] قالوا : لا , قال [ فإنكم ترونه كذلك ..... ] رواه البخارى ومسلم
2- عن جرير بن عبد الله رضى الله عنه قال ( كنا جلوساً مع النبى - صلى الله عليه وسلم - فنظر إلى القمر ليلة أربع عشر فقال [ إنكم سترون ربكم عياناً , كما ترون هذا لا تضامون فى رؤيته , فإن أستطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس , وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا ...] البخارى ومسلم .
3- وفى حديث الشفاعه المشهور.. قال صلى الله عليه وسلم [ فيأتونى فأستأذن على ربى فيأذن لى فإذا أنا رأيته فأقع له ساجداً..] البخارى ومسلم .
4-عن صهيب رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ إذا دخل أهل الجنه يقول الله عزوجل : تريدون شيئاً أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنه وتنجنا من النار ؟ قال : فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم ] ثم تلا هذه الآية " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " يونس26 ] رواه مسلم .
5-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( جنتان من فضة آتيتهما وما فيهما , وجنتان من ذهب آتيتهما وما فيهما , وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه فى جنة عدن )البخارى ومسلم واحمد .
الإجماع :
أجمع أهل السنة على أن المؤمنين سيرون ربهم يوم القيامة ( فقه الخلاف صــ30)
وأخيراً : ًأثار السلف والخلف :
لعدم الإطالة أنظر :-
- متن العقيده الطحاويه صـ8-7
- نونية القحطانى صــــ18 وصـــ74
- متن لمعة الأعتقاد صـــ74-72
- إعلام السنه المنشورة صـ76-77
- نونية ابن القيم
ب- الكفار والمنافقين :-
أختلف العلماء فى رؤية الكفار والمنافقين لربهم تعالى يوم القيامة مع خلاف سائغ على ثلاث أقوال :-
الأول : أن الرؤية خاصة بالمؤمنين وهو الذى عليه الجمهور كما نقله النووى فى شرح مسلم عن أهل السنه وأن الكفار والمنافقين لا يرونه لقوله تعالى [ كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجبون ] المطففين 15
الثانى : أن اهل الموقف يرونه ثم يحجب عن الكفار .
الثالث: أن المؤمنين والمنافقين يرونه ثم يحجب عن المنافقين
الراجح :-
وهو قول ابن تيمية وابن القيم ( حادى الارواح صــ211 وصـــ252 ) أن كل أهل الموقف يرونه ثم يحجب عن الكفار والمنافقين
الأدلة :-
1- حديث مسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال [ يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة الحديث وفيه... قال : فوالذى نفسى بيده لا تضارون فى رؤية ربكم إلا كما تضارون فى رؤية أحدهما فيلقى العبد : فيقول أى فلان الم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والأبل وأذرك ترأس وتربح فيقول بلى فيقول أوظننت أنك ملاقى ؟ فيقول لا , فيقول فإنى أنساك كما نسيتنى ...] الحديث
2-( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجبون ) المطففين 15
أى الكفار والمنافقين يرونه ثم يحجب ورؤيتهم أول مرة ليست رؤية تكريم , بل ليوقنوا بلقائه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين وهذا من أشد أنواع العذاب المعنوى النفسى .
ثانياً : [ رؤية العباد لله فى الدنيا ] :
أ-نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
! - رؤية العين :-
1- حكى الدارمى إجماع الصحابة على أنه صلى الله عليه وسلم لم يرى ربه عز وجل.
2-أستثنى بعضهم ابن عباس حيث قال [ رأى محمد ربه ] وذُكر هذا الرأى عن الإمام أحمد أيضاً .
الراجح :- أن النبى صلى الله عليه وسلم لم ير ربه فى الدنيا للأدلة الأتيه :
1- سئل فى الحديث هل رأيت ربك ؟ قال [ نور أنَّى أراه ] مسلم والترمذى بلفظ [ نوراً أنى أراه ] .
2- سئل فى الحديث : هل رأيت ربك ؟ قال [ رأيت نوراً ] رواه مسلم عن أبى ذر وهو النور المفسر فى الحديث الأخر الذى رواه مسلم أيضاً :[ حجابه النور ] .
أى حال دون رؤية الله تعالى نور فأنَّى أراه .
3- مجمل كلام ابن عباس عن الرؤية هى رؤية الفؤاد فهو لم يقل بعينيه بل الألفاظ الوارده عنه مطلقه مثل : [ رأه محمد ] و [ رأى محمد ربه ] أو مقيدة بالفؤاد مثل [ رأى محمد ربه بفؤاده مرتين ] وكذلك الإمام أحمد رحمه الله .
4- أن القراءن لم يصرح بذلك بل بين رؤيته صلى الله عليه وسلم لأيات ربه ولو كان رأى ربه سبحانه لكان ذلك أولى بالذكر والله اعلم كما فى الأيات :-
-[ سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع العليم ] الإسراء 1
-[ أفتمارونه على ما يرى ] النجم 12
-[ لقد رأى من آيات ربه الكبرى ] النجم 18
-[ وما جعلنا الرؤيا التى أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة فى القراءن ] الإسراء60 , عن ابن عباس فى تفسير هذه الآية قال [ هى رؤية عين أُُريها الرسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به ) كما عند البخارى (8/398) التفسير .
فائدة مهمة : صحف بعضهم هذا الحديث [ نور انى أراه ] إلى [ نور إنىّ اراه ] على أنها ياء نسب وهذا خطأ لفظاَ ومعنى مما جعل بعضهم يرده بإضطراب لفظه.
فائدة مهمة : انكرت عائشه رضى الله عنها الرؤية واثبتها ابن عباس رضى الله عنه كما فى الاحاديث الصحيحه ويمكن الجمع بينهما ان عائشه انكرت رؤيه العين وابن عباس اثبت رؤيه الفؤاد
ب-[ البشر ] سوى النبى صلى الله عليه وسلم :-
1-الانبياء والرسل : لم ير نبى أو رسول ربه عز وجل فى الدنيا كما فى الايات [ قال ربى أرنى أنظر إليك قال لن ترآنى ولكن أنظر إلى الجبل فإن أستقرمكانه فسوف ترانى..] الايات فى صورة الأعراف 143
2- سوى( الانبياء والرسل) من البشر:-
لم ولن ير أحدٌ ربه عزوجل فى الدنيا .
* الدليل :-
-الحديث [ وأعلموا أن أحداً منكم لن يرى ربه حتى يموت ] مسلم , الترمذى .
- هذا رداً على من يقول أنه يرى ربه بأبصارهم فى الدنيا من جهله وغلاة المتصوفة الذى يزعمون انه يحصل لهم بغير سؤال ما حصل لموسى بالسؤال وهو ضال مبتدع مخالف للكتاب والسنه كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى مجموع الفتاوى (6/512) .
فائدة: قال ابن تيمية فى- مجموع الفتاوى- ( وإنما لم نره فى الدنيا لعجز أبصارنا, لا لإمتناع الرؤيا فهذه الشمس إذا حدق الرائى البصر فى شعاعها, ضعف عن رؤيتها لا لإمتناع فى ذات المرئى , بل لعجز الرائى فإذا كان فى الدار الاخرة, أكمل الله قوى الادميين حتى أطاقهم رؤيته, ولهذا لما تجلى الله للجبل خر موسى صعقا, قال سبحانك تبت اليك وانا اول المؤمنين بانه لايراك حيا الا مات , ولايابس الا تدهده , ولهذا كان البشر يعجزون عن رؤيه الملك فى صورته الا من ايده الله كما ايد نبينا صلى الله عليه وعلى اله وسلم )أهـ نقلاً عن الثمرات الذكيه .
الفصل الثالث
الوسطيه بين الافراط والتفريط
أعلم- وفقك الله- ان الناس فى اثبات الرؤيه وعدمها طرفان ووسط ..
ا-الطرفان هم المنحرفون عن المعتقد الصحيح فى هذه المسئله :-
1- من يزعم انه يرى الله فى الدنيا ويحاضره, وهو قول جهلة الصوفيه وغلاتهم ,وهذا غير جائز لورود الدليل بمنعه كما فى الحديث [ وأعلموا أن أًحداً منكم لن يرى ربه حتى يموت ] رواه مسلم والترمذى .
2- من يزعم انه لا يُرى فى الاخرة البتة ولا يكلم عباده , وهو قول الجهميه والمعتزله , وهذا من أشد الضلال والانحراف لورود الادله الصحيحه بالرؤيه , قال الشيخ حافظ ال حكمى رحمه الله [ ومن رد ذلك فقد كذب بالكتاب وبما ارسل الله به رسله وكان من الذين قال الله فيهم [ كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون] ا.هـ من اعلام السنه المنشورة صـ76
ب- الوسط هم أهل السنة والجماعه الذين أثبتوها حسبما جائت به الادلة الصحيحه كما بينا .
يقول الشيخ حافظ ال حكمى رحمه الله [ وفى الباب أحاديث كثيرة صحيحة صريحه ذكرنا منها فى شرح (سلم الوصول) خمسة واربعين حديثا عن اكثر من ثلاثين صحابياَ ] ا.هـ اعلام السنه صـ76
قال ماهر فيتبين من هذا : خطأ انتشر بين بعض الناس أخذوه من بعض أئمة المساجد المشاهير من القرآء فيقول بعضهم في دعاء القنوت
يامن لاتراه العيون
وهذا بإطلاقه مذهب الجهمية والمعتزلة
بل ذلك مقيد بالدنيا كما جاء في صحيح مسلم وإنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا
وأما في الآخرة فيرى في موضعين كما تقدم يراه المؤمنون ويحجب عن الكفار والمنافقين والجهمية الذين كانوا ينكرون الرؤية
ولو قالوا يامن لاتراه في الحياة الدنيا العيون لكان صحيحا
والله أعلم والحمدلله رب العالمين
المراجع :-
1- القرآن الكريم
2- حادى الأرواح إلى بلاد الأفراح - الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى- تحقيق إيمن محمد عرفه - المكتبة التوفيقية .
3- الثمرات الذكيه فى العقائد السلفيه - الدكتور أحمد فريد حفظه الله تعالى - الدار السلفيه .
4- فقه الخلاف بين المسلمين - الدكتور ياسربرهامى حفظه الله تعالى -دار العقيدة - الطبعة الثانية 1421 هـ .
5- نونية القحطانى -ا لإمام القحطانى - مكتبة السنة- الطبعة الأولى 1423 هـ .
6- متن العقيدة الطحاوية -الامام الطحاوى دار الصحابة للتراث - الطبعة الأولى 1421 هـ .
7- الداء والدواء- ابن القيم رحمه الله- تحقيق خالد بن محمد بن عثمان -دار الصفا - الطبعة الاولى 1422 هـ
8- اعلام السنه المنشورة (200 سؤال وجواب فى العقيدة) -الشيخ حافظ بن حكمى رحمه الله- تحقيق ابو مالك محمد عبدالوهاب- دار البصيرة بالاسكندرية
يقول أبو عبدالله ماهر بن ظافر القحطاني
نظرت في هذا البحث المختصر فوافق الذي اعتقده فنقلته إلى مجلتنا العلمية معرفة السنن والآثار
من مجلة معرفة السنن والآثار
مواضيع مماثلة
» التغاضي عن المنكرات التي يفوت استدراكها.. رؤية شرعية
» اسماء الله الحسنى ~اسم الله الستير~
» لماذا حرم الله تعالى والنبي الكريم الخلوة بالنساء ؟ إعجـــاز رائع (سبحــــــان الله)
» القصيدة التي أبكت رسول الله صلى الله عليه و سلم
» الفرق بين (ان شاء الله) و (انشاء الله)
» اسماء الله الحسنى ~اسم الله الستير~
» لماذا حرم الله تعالى والنبي الكريم الخلوة بالنساء ؟ إعجـــاز رائع (سبحــــــان الله)
» القصيدة التي أبكت رسول الله صلى الله عليه و سلم
» الفرق بين (ان شاء الله) و (انشاء الله)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى