آفـــــــــــــــــ السخريــــــــــــــــــــــــــة
صفحة 1 من اصل 1
آفـــــــــــــــــ السخريــــــــــــــــــــــــــة
قال الله تبارك و تعالى :
(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى
أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ
يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا
تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ
وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَالِموُن) ( الحجرات آيه 11 )
أحببت أن أبدأ حديثي لكنّ بهذه الآية الكريمة التي تبين عاقبة السخرية من الناس.
السخرية آفة من آفات اللسان
وعادة من عادات الجاهلية الأولى.
وقـد كثرت السخرية من الآخرين - في عصرنا هذا - في مجالس النساء ،وأيضاً في مجالس الرجال .
ومن الناس من ينتظر زلة لغيره لكي يكيل له كلاما جارحا كالسيف .
بل إنّهم يسخرون حتى من أناس لا يعرفونهم ، مجرد سائرين في الشارع ،
حيث نجد البعض يسخر من مشيته ، من ملابسه ، أو من أي شئ فيــه.
وقد تصل السخرية حد توجيه كلام سافر لهذا الشخص؛ مما قد يدخل على نفسه الضيق والحزن.
فندخل في إثم آخر وهو إدخال الغم على الآخرين.
ومن الناس من يسخر حد الشماتة ،
والتي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله منها :
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال :
(
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ
مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَدَرَكِ الشَّقَاءِ وَسُوءِ الْقَضَاءِ
وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ ) .
ومن أبشع صورها السخرية من ذي احتياج خاص ،
فيسخرون من إعاقته ؛ وخاصة لو كانت من عيوب النطق.
وهو أمر يقتضي تصحيحا وتوعية :
أولاً :
يجب أن نعرف عاقبتهم وأنهم من الظالمين كما ورد في الآية الكريمة،
حتى نتجنب اقتراف هذا الإثم.
ثانياً :
لا نسخر من أحد أمام أبنائنــا حتى لا يَرِثُوا ـ يكتسبوا ـ هذه العادة المقيتة.
ثالثاً :
عندما يسخر أبناؤنا من أحد ؛ لا نشجعه على ذلك حتى لا يألف هذه الصفة السيئة بل القبيحة.
وعندما يسخر أبناؤنا من أحد ، لا نشجعهم ولا نضحك على ما قالوه،
بل العكس ؛ نوضح لهم أن هذا سلوك بغيض لا يرضاه الله تعالى.
أما الإنسان الساخر؛ فإنما يعاني من نقص في شخصيته ،
لأنه لو كان يُقَدِّر الأمور حقّ قدرها ،و كان متزنا في تفكيره ؛ لما سخر من شخص مريض أو لديه عيب ما.
فالله تعالى لا ينظر إلى أجسامنا وصورنا إنما إلى قلوبنا.
وربما هو تملؤه العيوب ولا يدري!
يذكرني مثل هذا الشخص بمقولة ( يا من يعيب الناس وعيبه متشعب).
كيف يتعامل الذي تعرض إلى السخرية مع هـذا الأمر؟
عليه أن يكون واثقاً من نفسه ، محسناً الظن في الله تعالى.
ولا يهتم بما يقولون ؛
لأن الإنسان الناصح المخلص الأمين عندما ينصح لا يلقي الكلمة بتهكم وبنبره ساخرة مستهزئة .
ولو كان ذا احتياج خاص فليعلم أن الله تعالى لم يحرمه من شئ إلا عوضه بآخــر ،
أو بمهارة خاصة قد لا تتواجد في غيره.
ولو حبانا الله بنعم كثيرة ومنها نعمة الصحة ؛
فالأحرى بنـا التفكر فيها و حمده عليها ،لا السخرية ممن ليست عنده.
وندعو الله بقولنا : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا.
همســة في أذن الساخرين:
تأكدوا أنه سوف يأتي يوم ويسخر فيه الناس منكم ومن تصرفاتكم،
ولتعلموا أن من يسخر من عاهة أحد سوف يصاب بنفس العاهة !
سبحان الله!
وفي ذلك قال الصحابي الجليل ابن مسعود :
"" لا تسخـر من أخيــك فيعافيــه الله ويبتليــك ""
وهناك أيضاً مثل شعبي يقول :
( من عاير الناس ابتلي )
تذكرت يوم حدثتني إحدى الصديقات عن أنها سخرت ذات مرة من ابن صديقتها
الذي يتصرف تصرفاً محرماً في الدين والعرف والعادات ، وهو ذي السنوات التسع،
وعندما وصل ابنها لذات السن ؛ صـار يتصرف مثل ابن صديقتها تماماُ، فندمت وإعتبرت.
وأخيـــراً ، و مما ذُكر سابقاً نُدرك بما لا يدع مجالاً للشك ،أ
ن الله يقتص للمؤمن من الإنسان الساخر ، و هذا بديهي ؛
لأن الله المنتقم الجبــار، الذي يمهل ولا يهمــل ،
و لأن الله تعالى لا يحب أن يسخر قوم من قوم ،
ولا يحب الشماتة من مسلم لأخيه المسلم.
ولهذا السبب يجب أن نثق في الله سبحانه وتعالى بأنه سوف يعطي درساً لمن يسخر من غيره،
بدون أن نرد على الإساءة بمثلها.
لأنه إذا قوبلت الإساءة بالإساءة فمتى إذن تنتهي؟!
فمـا لا نرتضيـه لأنفسنـا لا نرتضيـه لاخواننـا في الإسلام.
وختامـاً ،
نعم يحق لنـا إبداء رأينا في الآخر ؛ ولكن بدون تجريح أو إهانة أو تهكم.
ولابد أن نفكر في كل كلمه قبل إخراجها من فمنا فعليها رقيب عتيد.
عافانا الله وإياكم من السخرية ومن شرها وعواقبها
(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى
أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ
يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا
تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ
وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَالِموُن) ( الحجرات آيه 11 )
أحببت أن أبدأ حديثي لكنّ بهذه الآية الكريمة التي تبين عاقبة السخرية من الناس.
السخرية آفة من آفات اللسان
وعادة من عادات الجاهلية الأولى.
وقـد كثرت السخرية من الآخرين - في عصرنا هذا - في مجالس النساء ،وأيضاً في مجالس الرجال .
ومن الناس من ينتظر زلة لغيره لكي يكيل له كلاما جارحا كالسيف .
بل إنّهم يسخرون حتى من أناس لا يعرفونهم ، مجرد سائرين في الشارع ،
حيث نجد البعض يسخر من مشيته ، من ملابسه ، أو من أي شئ فيــه.
وقد تصل السخرية حد توجيه كلام سافر لهذا الشخص؛ مما قد يدخل على نفسه الضيق والحزن.
فندخل في إثم آخر وهو إدخال الغم على الآخرين.
ومن الناس من يسخر حد الشماتة ،
والتي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله منها :
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال :
(
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ
مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَدَرَكِ الشَّقَاءِ وَسُوءِ الْقَضَاءِ
وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ ) .
ومن أبشع صورها السخرية من ذي احتياج خاص ،
فيسخرون من إعاقته ؛ وخاصة لو كانت من عيوب النطق.
وهو أمر يقتضي تصحيحا وتوعية :
أولاً :
يجب أن نعرف عاقبتهم وأنهم من الظالمين كما ورد في الآية الكريمة،
حتى نتجنب اقتراف هذا الإثم.
ثانياً :
لا نسخر من أحد أمام أبنائنــا حتى لا يَرِثُوا ـ يكتسبوا ـ هذه العادة المقيتة.
ثالثاً :
عندما يسخر أبناؤنا من أحد ؛ لا نشجعه على ذلك حتى لا يألف هذه الصفة السيئة بل القبيحة.
وعندما يسخر أبناؤنا من أحد ، لا نشجعهم ولا نضحك على ما قالوه،
بل العكس ؛ نوضح لهم أن هذا سلوك بغيض لا يرضاه الله تعالى.
أما الإنسان الساخر؛ فإنما يعاني من نقص في شخصيته ،
لأنه لو كان يُقَدِّر الأمور حقّ قدرها ،و كان متزنا في تفكيره ؛ لما سخر من شخص مريض أو لديه عيب ما.
فالله تعالى لا ينظر إلى أجسامنا وصورنا إنما إلى قلوبنا.
وربما هو تملؤه العيوب ولا يدري!
يذكرني مثل هذا الشخص بمقولة ( يا من يعيب الناس وعيبه متشعب).
كيف يتعامل الذي تعرض إلى السخرية مع هـذا الأمر؟
عليه أن يكون واثقاً من نفسه ، محسناً الظن في الله تعالى.
ولا يهتم بما يقولون ؛
لأن الإنسان الناصح المخلص الأمين عندما ينصح لا يلقي الكلمة بتهكم وبنبره ساخرة مستهزئة .
ولو كان ذا احتياج خاص فليعلم أن الله تعالى لم يحرمه من شئ إلا عوضه بآخــر ،
أو بمهارة خاصة قد لا تتواجد في غيره.
ولو حبانا الله بنعم كثيرة ومنها نعمة الصحة ؛
فالأحرى بنـا التفكر فيها و حمده عليها ،لا السخرية ممن ليست عنده.
وندعو الله بقولنا : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا.
همســة في أذن الساخرين:
تأكدوا أنه سوف يأتي يوم ويسخر فيه الناس منكم ومن تصرفاتكم،
ولتعلموا أن من يسخر من عاهة أحد سوف يصاب بنفس العاهة !
سبحان الله!
وفي ذلك قال الصحابي الجليل ابن مسعود :
"" لا تسخـر من أخيــك فيعافيــه الله ويبتليــك ""
وهناك أيضاً مثل شعبي يقول :
( من عاير الناس ابتلي )
تذكرت يوم حدثتني إحدى الصديقات عن أنها سخرت ذات مرة من ابن صديقتها
الذي يتصرف تصرفاً محرماً في الدين والعرف والعادات ، وهو ذي السنوات التسع،
وعندما وصل ابنها لذات السن ؛ صـار يتصرف مثل ابن صديقتها تماماُ، فندمت وإعتبرت.
وأخيـــراً ، و مما ذُكر سابقاً نُدرك بما لا يدع مجالاً للشك ،أ
ن الله يقتص للمؤمن من الإنسان الساخر ، و هذا بديهي ؛
لأن الله المنتقم الجبــار، الذي يمهل ولا يهمــل ،
و لأن الله تعالى لا يحب أن يسخر قوم من قوم ،
ولا يحب الشماتة من مسلم لأخيه المسلم.
ولهذا السبب يجب أن نثق في الله سبحانه وتعالى بأنه سوف يعطي درساً لمن يسخر من غيره،
بدون أن نرد على الإساءة بمثلها.
لأنه إذا قوبلت الإساءة بالإساءة فمتى إذن تنتهي؟!
فمـا لا نرتضيـه لأنفسنـا لا نرتضيـه لاخواننـا في الإسلام.
وختامـاً ،
نعم يحق لنـا إبداء رأينا في الآخر ؛ ولكن بدون تجريح أو إهانة أو تهكم.
ولابد أن نفكر في كل كلمه قبل إخراجها من فمنا فعليها رقيب عتيد.
عافانا الله وإياكم من السخرية ومن شرها وعواقبها
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى