منتديات قلتة سيدي سعد
اللهم صلي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
مرحبا بك في منتديات قلتة سيدي سعد
ندعوك للانضمام الى اسرتنا الرائعة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات قلتة سيدي سعد
اللهم صلي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
مرحبا بك في منتديات قلتة سيدي سعد
ندعوك للانضمام الى اسرتنا الرائعة
منتديات قلتة سيدي سعد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تسوية الصفوف

اذهب الى الأسفل

 تسوية الصفوف Empty تسوية الصفوف

مُساهمة من طرف المدير العام الأربعاء سبتمبر 26, 2012 11:48 pm


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تسوية الصفوف


إنَّ
الحمد لله نحمَده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفُسنا، ومن
سيّئات أعمالنا، مَن يهْدِه الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هاديَ له،
وأشهد أن لا إلهَ إلاَّ الله وحْدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمَّدًا عبدُه
ورسوله



ـ ﴿ يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا
وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
﴾ [النساء: 1]ـ



ـ ﴿ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا
قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا
تَعْمَلُونَ
﴾ [الحشر: 18]ـ


أمَّا بعدُ







فإنَّ
خيرَ الحديث كتاب الله، وخيْر الهدْي هدْي محمَّدٍ، وشرَّ الأُمُور
محدثاتها، وكلَّ بدْعة ضلالةدينُنا يربِّي أتباعه على الانضباط والنظام،
فربُّنا يُثني على طائفةٍ من الناس منضبطة أثناء تأْدية العبادة



ـ ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ﴾ [الصف: 4]ـ، فأثنى
على المجاهدين الذين يرصّون صفوفهم أثناء الجهاد، وكذلك أمر على لسان
رسوله بِرَصِّ الصفوف أثناء الصَّلاة، وإتْمام الأوَّل فالأوَّل، وأثنى على
هذا الفِعْل، وحذَّر مِن مُخالفة ذلك>فتجِب تسْوية الصّفوف في
الصَّلاة، وذلك بأن يكون اعتِدال المأمومين على سمْتٍ واحدٍ، وأن يتراصَّ
المأمومون، ولا يدَعوا فرجًا بينهم؛
فعن أنس بن مالك رضِي الله عنْه قال: أُقيمت الصلاة، فأقبل عليْنا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم بوجْهه


فقال: ـ((أقيموا صفوفَكم وتراصّوا))؛ رواه البخاري (719)ـفيكون
المنكب بالمنكب، والكعْب بالكعْب؛ فعن أنس بن مالك رضِي الله عنْه قال:
"كان أحدنا يُلزق منكبَه بمنكب صاحبه، وقدمَه بقدمِه"؛ رواه البخاري (725)ـ





ومِن تسْوية الصفوف




إكمال
الأوَّل فالأوَّل، ولا يبدأ بصفٍّ إلاَّ وقد كمل الَّذي قبله، فلا يبدأ
بالصَّف الثَّاني إلاَّ بعد كمال الصَّفّ الأوَّل، ولا بالصَّفّ الثَّالث
إلاَّ بعد كمال الثَّاني، وهكذا



فعن
أنسٍ رضِي الله عنْه أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((أتمّوا
الصَّفَّ الأوَّل والَّذي يليه، فإن كان نقص فليكُن في الصَّفّ الآخر))؛
رواه الإمام أحمد (12835)
وغيرُه، ورواته ثقات، وهذا أمرٌ من
النَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - والأصل في أمره وجوب طاعته، وتحريم
مُخالفته، فلنَنْتبِه لهذا الأمر، وخصوصًا مَن يأتون والإمام راكع، فربَّما
بدؤُوا بصفّ جديد قبل اكتمال الَّذي قبله







وأخْبَر
النبيُّ صلَّى الله عليْه وسلَّم أنَّ تسْوية الصفوف من إقامة الصَّلاة
وإقامتُها واجبة؛ فعن أنس بن مالك رضِي الله عنْه عن النَّبيّ صلَّى الله
عليه وسلَّم





ـ قال: ((سوُّوا صفوفكم، فإنَّ تسْوية الصفوف من إقامة الصلاة))ـ رواه البخاري (723)، وفي رواية مسلم (433)ــ ((فإنَّ تسْوية الصَّفّ من تَمام الصَّلاة))ـ




ورغَّب
النبي بتسْوية الصُّفُوف وإتْمام الأوَّل فالأول؛ ففي حديث جابر بن سمُرة
رضي الله عنه فقال: ((ألا تصفّون كما تصفّ الملائكة عند ربّها))، فقلنا: يا
رسول الله، وكيف تصفّ الملائكة عند ربّها؟ قال: ((يتمّون الصفوف الأول،
ويتراصّون في الصَّفّ))؛ رواه مسلم (430)ـ
فالملائكةُ تقف صفوفًا في الطَّاعة؛ ﴿ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ﴾ [الصافات: 165]ـ


ـ"وحذَّرَ
النبيّ منَ الإخلال بتسْوية الصفوف، وأخبر أنَّ ذلك من أسباب اختلاف قلوب
المصلّين، وعدم تمام المحبَّة بينهم؛ فعن النعمان بن بشير - رضِي الله عنْه
- قال: قال النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم : ((لتسونَّ صفوفكم، أو
ليخالفنَّ الله بين وجوهكم))؛ رواه البخاري (717)، ومسلم (436)، فلا يأنف
من تسوية الصفوف وسدّ الفرج إلاَّ شخص من أهل الجفاء، أو جاهل بهدي النبيّ -
صلَّى الله عليه وسلَّم



وحذَّر
النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - من التسبُّب في قطع الصفوف، وأخبر
أنَّ قاطع الصفوف متعرّض لأنْ يقطعَه الله من رحمته، فالجزاء من جنْس
العمل؛ فعن عبدالله بن عمررضِي الله عنْهما أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه
وسلَّم



قال: ((أقيموا
الصفوف، فإنَّما تصفّون بصفوف الملائكة، وحاذُوا بين المناكب، وسدّوا
الخلل، ولِينوا في أيدي إخوانكم، ولا تذَروا فرجات للشَّيطان، ومن وصل
صفًّا وصله الله - تبارك وتعالى - ومَن قطع صفًّا قطعه الله
))ـ



رواه الإمام أحمد (5691)، وصحَّحه ابن خزيمة (1549)، والحاكم (774)ـ


وهذا مما يدلُّ على أنَّ تسوية الصّفوف واجبة، فلا يتوَعَّد إلاَّ على ترك واجب أو فعل محرَّم


إخوتي
عمومًا، والأئمَّة خصوصًا، أسُوق لكم الهدْي العملي للنبي صلَّى الله عليه
وسلَّم والصَّحابة في تسْوية الصفوف؛ لتعلموا غُربة بعض السّنن لقلَّة
العمل بها؛ فعن أبي مسعود - رضِي الله عنْه - قال: كان رسول الله صلَّى
الله عليه وسلَّم يَمسح مناكبنا في الصلاة



ويقول: ((استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، ليَلِنِي منكم أولو الأحلام والنُّهى، ثمَّ الَّذين يلونهم ثمَّ الَّذين يلونَهم))؛ رواه مسلم (432)، والمناكب: جمع منكب، وهو مجتمع رأس العضُد في الكتف


والمراد: أنَّ
النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان يسوّيهم في الوقوف، فيردّ الخارج ليقع
الاستواء، فكان النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم يمرُّ على الصفِّ يسوّيه
بيده الشَّريفة؛ فعن البراء بن عازب رضِي الله عنْه قال: كان رسولُ الله
صلَّى الله عليه وسلَّم - يتَخَلَّل الصفَّ من ناحية إلى ناحية يَمسح
صدورَنا ومناكبَنا، ويقول: ((لا تختلفوا فتختلف قلوبكم))، وكان يقول:
((إنَّ الله وملائكته يصلّون على الصفوف الأول))؛ رواه أبو داود (664)
بإسناد صحيح







وهكذا
كان الأئمَّة من الصَّحابة يفعلون ذلك، وإذا كثرت الصفوف، وكَّلوا من يقوم
بتسويتها؛ فعن مالك بن أبي عامر الأصبحي قال: كنتُ مع عثمان بن عفَّان،
فقامت الصَّلاة وأنا أكلّمه في أن يفرض لي، فلمْ أزَل أكلِّمه وهو يسوّي
الحصباء بنعْليه، حتَّى جاءه رجال قد كان وكلهم بتسْوية الصفوف، فأخبروه
أنَّ الصفوف قد استوت، فقال لي: "استوِ في الصَّفّ"، ثمَّ كبَّر؛
رواه الإمام مالك (376) بإسناد صحيح



أخي الإمام، لعلَّه تبيَّن لك الخطأ حينما تكتفي بقول: استوُوا، ثم تُكَبِّر مع وجود فرَج في الصَّف، أو عدم استواء الصَّفّ






إخوتي،
تجدونَنا نعْتني بالنّظام وبالتسْوية في حياتنا وفي أعمالنا، فنحب
التَّنظيم في بيوتنا، وفي محلاتنا التجارية، نعتني بتسْوية الصّفوف في
الاصطِفاف المدرسي، وفي الاستِعراضات العسكريَّة وغيرها، فعلام يأنف البعضُ
من ذلك في الصَّلاة، فيُبدي التذمُّر إذا تأخَّر الإمام ثوانيَ في تكْبيرة
الإحرام لأجل تسْوية الصفوف، أو يَمتنع أحدُنا من التقدّم ليسدَّ فرجة في
الصَّفّ، وينتظر حتَّى فراغ المتنفّل من صلاته، وربَّما تحرَّك الصَّفّ أو
الصفوف بعد تكبيرة الإحرام بسببه



لنعتنِ
بتسوية الصّفوف، فأصحّ القولين أنَّ تسوية الصفوف واجبة، ويحرم الإخلال
بذلك، وهذا اختِيار أمير المؤمنين في الحديث، والبخاري، وابن حزم، وشيْخ
الإسلام، والشَّوكاني، والشَّيخ محمد العثيمين ـ1







ـ1ـ
انظر: "صحيح البخاري مع فتح الباري" (2 /209)، و "المحلى" (4 /52)،
"الاختيارات" ص 50، و ـ"الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" (2 /519)، و ـ"نيل
الأوطار" (3/187)، و "الشرح الممتع" (3 /11).
ـ



دمتم برعاية الرحمن وحفظه
المدير العام
المدير العام
المدير العام
المدير العام

عدد المساهمات : 1213
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/02/2011
العمر : 33
الموقع : https://gueltat.alafdal.net

https://gueltat.alafdal.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى